تقنية جديدة لعلاج الأعصاب المقطوعة بدون جراحة!

10:31
01-06-2024
تقنية جديدة لعلاج الأعصاب المقطوعة بدون جراحة!

تمكّن فريق من الباحثين الكوريين من التوصّل إلى تقنية طبية حديثة أظهرت فاعلية ملحوظة في إطار شفاء الأعصاب المقطوعة بسرعة، ومن دون التطرّق إلى تقنيات الخياطة الجراحية المجهرية التقليدية.

في التفاصيل، بحسب بيان نُشر على موقع «Medical Express»، فإنّ التقنية الجديدة صُمِّمت لمحاكاة الخصائص الهيكلية لجلد الإنسان، مع امتلاك قدرات قوية على لصق الأنسجة. وقد أفادت نتائج الدراسة بأنها تستخدم بوليمرات ذاتية الشفاء وهلاماً مائياً لاصقاً لتحقيق التصاق قوي ومرونة مستوحاة من البنية المعقّدة لطبقات الجلد البشري.

ومن خلال عمليات هندسية دقيقة، استطاعت هذه الرقعة العصبية أن تجمع بين خصائص المرونة واللزوجة، ما يوفّر قدرة عالية على تشتيت الضغوط الخارجية، وامتصاص بعضها الآخر بشكل فعّال.

نذكر أنّ البوليمرات ذاتية الشفاء هي مواد ذكية تكتشف من تلقاء نفسها وبشكل مستقل عيوبها الهيكلية، وبالتالي تصلحها عندما تتعرّض لأيّ أضرار.

كما تعمل التقنية الجديدة، وفق نتائج الدراسة المنشورة في دورية «أفانسيد ماتريال»، مثل الضمادة من خلال تغليف موقع تمزُّق العصب، مما يسهل عملية التئام هذا العصب بسرعة وسهولة، من هذا المنطلق لا حاجة إلى تقنيات جراحية مجهرية معقّدة والتي غالباً لم يكن من الممكن إجراؤها في السابق إلا من قبل جرّاح مدرَّب جيداً وماهر.

في هذا السياق، ووفق الباحثين، «تكمن الإمكانات التحويلية للتقنية الجديدة في قدرتها على تبسيط إجراءات إصلاح الأعصاب، وتخفيف الطلب على الجراحين المجهريين ذوي التخصُّص العالي وتقليل أوقات الجراحة بشكل كبير».

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الابتكار الذي أطلق عليه «SSGAE»، ثمرة تعاون مشترك بين البروفيسور جونغ وونغ بارك، من قسم جراحة العظام في كلية الطب في جامعة كوريا في سيول، والبروفيسور دونغ هي سون، من قسم هندسة الذكاء الفائق، والبروفيسور ميكي ونغ شين، من قسم الهندسة الطبية الحيوية في «جامعة سونغ كيون كوان» في كوريا الجنوبية.

في هذا الإطار، يقول الباحثون: «تؤكد الاختبارات التجريبية الجديدة، بما فيها الدراسات التي أجريت على نماذج حيوانية صغيرة، على عملية الشفاء السريعة مع إنجاز الالتئام العصبي في أقل من دقيقة». ويضيفون أنه «بعد عام من المتابعة المستمرّة، تعافت حركة إبهام الرئيسيات التي أجريت عليها التجارب بالكامل تقريباً. كذلك، أظهرت عمليات دمج بروتينات تجديد الأعصاب في التقنية الجديدة نتائج واعدة في تسريع عملية تجديد الأنسجة»، ولكن شددّوا على أنّ «تجارب التحقُّق من صحة النتائج أثبتت تجديداً كبيراً وانتعاشاً وظيفياً للأعصاب بعد إصلاح التلف، مما يؤكد تفوّق التقنية الجديدة على طرق الخياطة التقليدية».

ختاماً، يُمثّل هذا الابتكار الطبي الكوري طفرة نوعية في مجال علاج الأعصاب المقطوعة، حيث يجمع بين المرونة واللزوجة لتحقيق شفاء سريع وفعال دون الحاجة إلى تقنيات جراحية معقدة. ومع التأكيد على نتائج واعدة في التجارب الحيوانية، يُتوقع أن تُسهم هذه التقنية في تسهيل عمليات إصلاح الأعصاب، وتقليل الحاجة إلى الجراحين المتخصصين، وتقصير فترات الجراحة والتعافي بشكل كبير. هذا الابتكار، الذي يُظهر تفوقه على الأساليب التقليدية، يفتح آفاقاً واسعة لتطبيقات مستقبلية في الطب التجديدي، مما يعزز من جودة الرعاية الصحية ويُحسّن من حياة المرضى الذين يعانون من إصابات عصبية.