السمنة لدى الأطفال مرتبطة باستخدام الشاشات أثناء تناول الوجبات

15:26
23-05-2024
السمنة لدى الأطفال مرتبطة باستخدام الشاشات أثناء تناول الوجبات

وجدت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية أو يشاهدون التلفزيون أثناء تناولهم لوجباتهم الغذائية، هم أكثر عرضة لزيادة الوزن.

ووفق الباحثين في جامعة "مينهو" البرتغالية، فإن انشغال الأطفال بالشاشات أثناء تناولهم للطعام، يحول دون إدراكهم أنهم شبعوا.

في التفاصيل، قال الباحثون، إن الأطفال الذين يسمح لهم باستخدام الأجهزة الذكية أو مشاهدة التلفزيون أثناء تناول الطعام، كانوا أكثر عرضة بنسبة 15% لزيادة الوزن مقارنة بأولئك الذين لم يسمح لهم بذلك.

في هذا السياق، قام فريق من الجامعة بدراسة عادات الأكل لدى 735 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 6 و10 أعوام، وسألوا كل طفل عن الأطعمة التي تناولوها خلال الـ 24 ساعة الماضية، كذلك، سألوا الآباء عن قواعدهم حول استخدام الشاشات في أوقات الوجبات.

في هذا السياق، عرض الباحثون في المؤتمر الأوروبي للسمنة الذي انعقد في البندقية، يوم السبت، النتائج التي توصلوا إليها، مشيرين إلى أنه من المرجح أن تكون أقل من الواقع لأن بعض الآباء ربما لم يعترفوا بالسماح لأطفالهم باستخدام الشاشات خلال تناولهم وجبات الإفطار والغداء والعشاء.

في هذا الصدد، قالت الدكتورة آنا دوارتي، وهي كبيرة الباحثين: "عندما يأكل الأطفال ويشاهدون شيئا ما على التلفزيون أو الهاتف المحمول، فإنهم يستمرون في تناول الطعام لأن الشاشات تشتت انتباههم".

وحسبما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال تام فراي، وهو المؤسس المشارك لمؤسسة نمو الطفل: "بات الأطفال البدناء يصابون بأمراض مثل السكري الذي كان يصيب البالغين فقط. وبالتالي، من الواضح أن ترك الأطفال يأكلون دون وعي أمام التلفزيون يضر بصحتهم. ومن المؤسف أن هذا أصبح أسلوب حياة للعديد من العائلات".

ولا يفوتنا أنّ ننوّه إلى أنّ زيادة الوزن لدى الأطفال تشكّل مشكلة صحية خطيرة تتجاوز المظهر الخارجي لتؤثر على مختلف جوانب حياتهم الصحية والنفسية.

فمن الناحية الجسدية، يعاني الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد من خطر متزايد للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل القلب. وهذه الأمراض التي كانت تُعتبر في السابق مقتصرة على البالغين أصبحت تظهر الآن بشكل متزايد لدى الأطفال بسبب السمنة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي زيادة الوزن إلى مشاكل في العظام والمفاصل، مما يسبب آلامًا وصعوبات في الحركة.

لذلك، من المهم أن يتم التعامل مع مشكلة السمنة لدى الأطفال بجدية من خلال تبني نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهم على التغلب على التحديات المصاحبة لهذه الحالة.

وفي ضوء هذه النتائج، يصبح من الواضح أن تدخل الآباء والأهل للحد من استخدام الشاشات أثناء تناول الطعام أمر بالغ الأهمية. كذلك، تعزيز التواصل العائلي خلال الوجبات، وتشجيع الأطفال على الانخراط في المحادثات بدلاً من الشاشات، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على صحتهم العامة. وفي حال النجاح في تغيير هذه العادات اليومية البسيطة، فسنكون قد خطونا خطوة كبيرة نحو تحسين صحة الأجيال المقبلة والحد من انتشار السمنة بين الأطفال.