احذر: مستحضرات العناية قد تعرض أطفالك لمستويات خطيرة من الفثالات!

9:01
16-09-2024
احذر: مستحضرات العناية قد تعرض أطفالك لمستويات خطيرة من الفثالات!

كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يستخدمون بشكل مكثف منتجات العناية الشخصية مثل واقي الشمس والغسول والصابون وأدوات العناية بالشعر، يعانون من مستويات أعلى من الفثالات السامة في أجسامهم. وهذه المادة "الفثالات" تُعتبر من المواد الكيميائية الضارة ويمكن أن تؤدي إلى مشكلات عديدة في النمو والتكاثر. وقد أظهرت الدراسة أيضًا أن الأطفال ذوي البشرة الداكنة اللون يظهرون أعلى مستويات من هذه المواد السامة.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن الدراسة تعرض تحليل أكثر من 600 عينة بول لأطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات للتحقق من مستويات الفثالات. والجدير ذكره أنّ هذه المواد، التي تُعرف بأنها مواد سامة تؤثر على الغدد الصماء، ويمكن أن تغير مستويات الهرمونات وتسبب مشاكل في الإنجاب والجهاز المناعي والتمثيل الغذائي. كما تُعتبر الفثالات ضارة بنمو الأطفال، وقد تؤثر على سلوكهم وقدرتهم على التعلم.

في هذا الإطار، قال مايكل بلوم، وهو الباحث في جامعة جورج ميسون الأميركية ومؤلف الدراسة الرئيسي، إن النتائج التي توصلت إليها الدراسة "مقلقة للغاية". وأضاف: "تشير النتائج إلى أن استخدام منتجات العناية بالبشرة من قبل الأطفال هو مصدر كبير لتعرضهم لهذه المواد الكيميائية، مما يثير القلق بسبب الاستخدام المتكرر لهذه المنتجات على مدار فترة طويلة."

نفيد بالذكر أن الفثالات هي مواد ملدنة تُضاف لزيادة مرونة المنتجات، وتستخدمها العديد من الشركات في منتجات العناية الشخصية لمساعدتها في تثبيت العطور أو تحسين التركيبة. والأطفال معرضون بشكل خاص لهذه المواد بسبب جلدهم الأكثر حساسية وتطور أنظمتهم الأيضية الذي قد لا يكون كاملًا بعد لمعالجة هذه المركبات بشكل فعال.

كما أشار بلوم إلى أن هناك نقصًا في الأبحاث التي تدرس خطورة تعرض الأطفال لهذه المواد الكيميائية، وعلى الرغم من أن الجسم يتخلص من الفثالات بسرعة. إلا أن التعرض المتكرر لمستويات عالية من الفثالات يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة.

بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أيضًا أن الأولاد يميلون إلى أن تكون لديهم مستويات أعلى من الفثالات مقارنة بالفتيات، وأن التفاوتات بين المجموعات العرقية قد تتعلق بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية، أو تفضيلات العلامات التجارية، أو إمكانية الوصول إلى المنتجات، أو تكرار استخدامها. ومن المحتمل أن تحتوي المنتجات الأرخص والأقل جودة على مستويات أعلى من الفثالات، بينما تكون المنتجات التي تحمل علامة "خالية من الفثالات" أكثر تكلفة.

ولا شكّ أنّه إلى جاني استخدام المواد الخالية من الفثالات، يمكن استبدال الفثالات ببدائل أكثر أمانًا في مجموعة متنوعة من التطبيقات لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها. في صناعة البلاستيك، يمكن استخدام مواد غير ملدنة مثل البولي إيثيلين أو البولي بروبيلين التي لا تحتاج إلى إضافات ملدنة. كما يمكن اعتماد مواد ملدنة طبيعية مثل زيت الصويا أو زيت النخيل، التي تُعتبر أقل سمية مقارنة بالفثالات. بعض الشركات تستخدم بدائل مصرح بها في الأسواق، مثل الفثالات المعتمدة من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي تُعتبر أقل ضررًا.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحسين التركيب الكيميائي للمواد البلاستيكية من خلال التقنيات الحديثة، مثل استخدام البوليمرات القابلة للتحلل، لتقليل الحاجة إلى الملدنات الضارة. في منتجات العناية الشخصية، يمكن استخدام المكونات الخالية من الفثالات مثل الزيوت الأساسية والمستخلصات النباتية بدلاً من الفثالات لتثبيت العطور وتحسين التركيبة. كذلك، في صناعة الأقمشة والأدوات المنزلية، يمكن الاعتماد على الأقمشة الطبيعية والمواد الخام الصديقة للبيئة لتقليل الحاجة إلى المواد الكيميائية الضارة. تواصل الأبحاث في هذا المجال لتطوير حلول بديلة آمنة وفعالة، ويعمل العديد من الشركات والمصنعين على تحسين منتجاتهم لتكون خالية من الفثالات، مما يساهم في تقليل المخاطر الصحية ويحسن الاستدامة البيئية.

أشار بلوم إلى أن الاتحاد الأوروبي يفرض قيودًا على استخدام العديد من أنواع الفثالات في منتجات العناية الشخصية، مما يتيح تصنيع منتجات فعالة دون تلوث بالمواد الكيميائية الضارة. وكتبت الدراسة أن هناك حاجة لتعزيز النقاشات بين صناع السياسات لتنظيم تصنيع وتعبئة منتجات العناية الشخصية بهدف تقليل التفاوتات في التعرض للمواد الكيميائية الضارة بين الأطفال.