وفاة الروائي اللبناني إلياس خوري، مؤلف "باب الشمس"، عن عمر 76 عامًا

وفاة الروائي اللبناني إلياس خوري، مؤلف "باب الشمس"، عن عمر 76 عامًا

توفي اليوم الأحد الروائي والكاتب اللبناني الكبير إلياس خوري عن عمر يناهز 76 عامًا في بيروت. يُعد خوري من أبرز الأدباء والمفكرين في العالم العربي، حيث اشتهر بقدرته الفائقة على دمج الأدب بالسياسة والفكر، من خلال أعماله التي تناولت قضايا الهوية، الذاكرة، والصراعات الإنسانية.

وقد نعى الكتاب والمثقفون إلياس خوري، واعتبروا رحيله "خسارة كبيرة للبنان وفلسطين والوطن العربي"، مشيرين إلى ارتباطه العميق بالقضية الفلسطينية طوال مسيرته الأدبية. وقال المخرج المصري نصري نصرالله، مخرج فيلم "باب الشمس" المستند إلى رواية خوري الشهيرة: "جمع بيننا حبنا للحياة وللحق والجمال وفلسطين. مع السلامة يا حبيبي يا إلياس".

كما نُعي السيناريست والروائي الفلسطيني حسن سامي يوسف الذي توفي عن عمر يناهز 79 عامًا، ونعت «ديوان العرب» الأديب الفلسطيني "المناضل" يوسف جاد الحق.

كتب إلياس خوري العديد من الروايات التي تُرجمت إلى عدة لغات، بالإضافة إلى سيناريوهات ومسرحيات وكتابات نقدية. عمل أيضًا في تحرير عدة صحف لبنانية، وشغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة "النهار" اللبنانية.

من أبرز أعماله الأدبية رواية "باب الشمس"، التي أعاد من خلالها سرد حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي من إخراج يسري نصرالله عام 2002. كما كتب روايات أخرى مثل "أولاد الغيتو - اسمي آدم" بجزئيها، و"الجبل الصغير"، و"الوجوه البيضاء"، و"رحلة غاندي". وله العديد من الكتب النقدية مثل "تجربة البحث عن أفق" و"الذاكرة المفقودة".

وُلد خوري في بيروت عام 1948، وعاش فترة من التحولات الكبرى في لبنان، حيث شهد أزمات سياسية واجتماعية حادة أثرت عليه، وجعلته ينخرط في السياسة ويبحث عن سُبل لفهم الواقع من خلال الكتابة. انضم إلى المقاومة الفلسطينية في السبعينات وشارك في نشاطات سياسية وثقافية دعمًا للقضية الفلسطينية.

قال خوري في السطر الأخير من روايته "مملكة الغرباء": "ولماذا حين نستمع إلى هذه الحكاية لا ننام... بل نموت؟"

في ختام مسيرته الأدبية المميزة، يترك إلياس خوري وراءه إرثًا ثقافيًا غنيًا وتجربة أدبية رائدة. فقد شكلت أعماله جسورًا بين الأدب والسياسة، وأسهمت بعمق في تناول قضايا الهوية والذاكرة والصراعات الإنسانية. رحيله يشكل خسارة كبيرة للأدب العربي، ولكن أعماله ستظل خالدة، تعكس معاناة الشعوب وأحلامها، وتظل منارة تلهم الأجيال المقبلة. كما تظل إسهاماته في دعم القضية الفلسطينية وتوثيق معاناة اللاجئين الفلسطينيين جزءًا لا يتجزأ من إرثه الأدبي. مع مرور الزمن، ستستمر كلمات إلياس خوري في إلهام القراء وتذكيرهم بأهمية التمسك بالأمل في وجه التحديات.