رحلات العمر ... السفر يبطئ الشيخوخة ويحسن صحتك البدنية والعقلية

11:46
16-09-2024
رحلات العمر ... السفر يبطئ الشيخوخة ويحسن صحتك البدنية والعقلية

أظهرت دراسة جديدة أن السفر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ملحوظ على الصحة العامة، حيث قد يسهم في إبطاء عملية الشيخوخة وتعزيز الصحة البدنية والعقلية. والدراسة التي أجراها باحثون من جامعة إديث كوان في أستراليا شملت مجموعة من الأفراد الذين يحرصون على السفر بانتظام، ووجدت أن تجربة السفر توفر فوائد صحية متعددة.

في التفاصيل، وفقا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، كشفت الدراسة أن السفر لا يقتصر على الترفيه، بل يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على الصحة. إذ أن التعرض لبيئات جديدة، وزيادة النشاط البدني، وتعزيز التواصل الاجتماعي، وتحسين الحالة المزاجية كلها عوامل تلعب دورا هاما في تعزيز الصحة. في هذا السياق، أكد الباحثون أن السفر يساعد في رفع معدل التمثيل الغذائي في الجسم، مما قد يعزز من قوة جهاز المناعة.

في هذا السياق، تتعدد إيجابيات السفر بشكل كبير، حيث يُعتبر وسيلة فعالة لتحسين الصحة البدنية والعقلية. فمن الناحية البدنية، يعزز السفر النشاط البدني من خلال المشي، والتسلق، وركوب الدراجات، مما ينشط الدورة الدموية ويعزز صحة القلب. كما أن السفر يساهم في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية، إذ أن تغيير البيئة المحيطة والابتعاد عن الروتين اليومي يمكن أن يقلل من مستويات القلق ويعزز مشاعر السعادة. من الناحية الثقافية، يوفر السفر فرصة للتعرف على ثقافات جديدة وتعلم لغات متنوعة، مما يعزز الفهم والاحترام للآخرين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحفز السفر الإبداع والتفكير الإيجابي من خلال مواجهة تحديات جديدة وتجربة أمور غير مألوفة. على الصعيد الاجتماعي، يمكن أن يعزز السفر الروابط الاجتماعية من خلال التواصل مع أشخاص من خلفيات متنوعة وتكوين علاقات جديدة. كما يُعتبر السفر فرصة لبناء الثقة بالنفس وتعلم مهارات مثل الصبر والمرونة من خلال التعامل مع ظروف غير متوقعة. علاوة على ذلك، فإن التعرض لبيئات جديدة وأطعمة متنوعة قد يقوي الجهاز المناعي، ويزيد من مقاومة الجسم للأمراض. وأخيراً، يوفر السفر الوقت للتفكير والتأمل، مما يساعد الأفراد على فهم أنفسهم بشكل أفضل واستكشاف اهتماماتهم وشغفهم. باختصار، السفر لا يقتصر على الترفيه فقط، بل يقدم فوائد صحية ونفسية وجسدية تعزز من جودة الحياة.

كذلك، أوضح الباحثون أن التواجد في أماكن جديدة يمكن أن يحفز الجسم على إطلاق هرمونات تساهم في إصلاح وتجديد الأنسجة، مما يعزز نظام الشفاء الذاتي للجسم. كما أشاروا إلى أن الأنشطة البدنية التي يتضمنها السفر، مثل المشي لمسافات طويلة، والتسلق، وركوب الدراجات، تلعب دورا هاما في تخفيف التوتر المزمن. هذه الأنشطة لا تحسن فقط التمثيل الغذائي، بل تسهم أيضا في تعزيز صحة القلب والدورة الدموية، وتسريع نقل العناصر الغذائية إلى الأعضاء، وتدعيم صحة العظام والعضلات والمفاصل.

من جهتها، قالت فانغلي هو، وهي طالبة الدكتوراه في جامعة إديث كوان والباحثة الرئيسية في الدراسة: "الشيخوخة هي عملية طبيعية وغير قابلة للإيقاف، ولكن يمكن إبطاؤها. السفر يمكن أن يسهم بشكل كبير في هذا المجال من خلال تعزيز صحة الجسم ومناعته". وأضافت: "هدفنا من خلال دراستنا هو توضيح أن السياحة ليست مجرد ترفيه واستجمام، بل يمكن أن تساهم أيضا في تحسين الصحة البدنية والعقلية".

ومع ذلك، حذر الباحثون من أن السفر قد ينطوي على بعض المخاطر. المسافرون قد يواجهون تحديات مثل الأمراض المعدية، والحوادث، والإصابات، والمشكلات المتعلقة بسلامة المياه والطعام. لذلك، من المهم اتخاذ احتياطات كافية أثناء السفر لضمان الاستفادة القصوى من فوائده الصحية وتفادي المخاطر المحتملة.