"أولاد آدم" يطرح قضايا الخيانة، الفساد، وضع السجون والعنف ضد المرأة بِمُعالجة درامية مختلفة!

10:00
27-04-2020
أميرة عباس
"أولاد آدم" يطرح قضايا الخيانة، الفساد، وضع السجون والعنف ضد المرأة بِمُعالجة درامية مختلفة!

إنطلق عرض مسلسلات الموسم الرمضاني الحالي منذ ليل الجمعة الفائت ومنها مسلسل "أولاد آدم" الذي يقوم بِدور البطولة فيه كل من النجوم ماغي بو غصن، مكسيم خليل، دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب مع مجموعة من نجوم الدراما أبرزهم: طلال الجردي، رودني الحداد، ندى أبو فرحات، رانيا عيسى، كارول عبود، مجدي مشموشي، فيفيان أنطونيوس وغيرهم، وهو من تأليف رامي كوسا، إخراج الليث حجو وإنتاج إيغل فيلم.

إستطاع هذا العمل الدرامي منذ حلقته الأولى جذب المُشاهِدين حيث يأتي بمعالجة درامية جديدة للصراع الأبرز في هذا الكون ألا وهو صراع الخير والشر إلى جانب معالجته لقضايا إجتماعية متشعّبة من صلب مجتمعاتنا ضمن خطوط درامية متوازية إلى جانب الخط الدرامي الرئيسي، واللافت أنّ الشخصيات الدرامية في هذا العمل تُقدِّم "كاريكاتيرات" مختلفة في عموميّاتها وتفاصيلها لكن "الخطيئة" تجمع بينها!

 

ففي تفاصيل الأحداث، تظهر ماغي بو غصن بشخصية القاضية ديما التي تعيش حالة نفسية سيّئة بسبب فقدانها للأمومة حيث تعرّضت إلى الإجهاض للمرة الرابعة، وللأسف، هذه الحالة تجعلها تقود سيّارتها دون وعي فتصدم فتى بالقرب من منزلها وتطيح به أرضاً، وللمصادفة، يقوم زوج ديما أي الممثل مكسيم خليل بشخصية الإعلامي الشهير غسان، بمساعدة والدة هذا الفتى (فيفيان أنطونيوس) التي تستنجد بالناس لإنقاذ نجلها، وينقله إلى المستشفى. وهنا تعيش ديما حالة تأنيب الضمير، وبالرغم من محاولتها تسليم نفسها إلى المخفر لكنها تتراجع عن ذلك، وتقوم في اليوم التالي بالتكفّل بجميع التكاليف والأعباء المالية في المستشفى حيث يرقد الفتى المصاب في الحادث.

كما تكشف لنا الأحداث الدرامية عن الوجه الآخر للإعلامي "غسان" الذي يقوم بخيانة زوجته، ونعتقد أنّ الحلقات القادمة ستظهر لنا أنّه يُعاني من "عقدة نفسية" معيّنة تجعله مهووساً ببعض الأمور.

 

في مقابل ثنائية "ديما وغسان"، تظهر الثنائية الرئيسية الأخرى في مسلسل "أولاد آدم" ألا وهما "سعد ومايا"، سعد أي الممثل قيس الشيخ نجيب هو لص محترف يضع عصبة سوداء على إحدى عينيْه، أما مايا أي الممثلة دانييلا رحمة فهي تعتمد على إسم "مايا" بمثابة شهرة فنية لأنها راقصة في ملهى ليلي إلا أنّ إسمها الحقيقي فهو "باسمة"، يلتقي كل من سعد ومايا في الملهى الليلي الذي تعمل فيه الأخيرة برفقة صديق "سعد" وهو الممثل طلال الجردي الذي يُقدّم دور رجل شرطة فاسد لأنّه يبيع البضائع المسروقة التي يتسلّمها من سعد. وخلال السهرة تُصاب مايا بطلقة رصاص طائش في ذراعها، لينقلها سعد إلى المستشفى.

 

"المستشفى" هي المكان الذي نتعرّف فيه على أحداث أخرى وتفاصيل إضافية حول الشخصيات الرئيسية في العمل، إذ نكتشف "خيانة" غسان لزوجته، ونستشف أنّ القاضية ديما تتعرّض لمحاولة وساطة من نوع ما من قِبل صاحب المستشفى (مجدي مشموشي) وهي تأبى ذلك. أما مايا فتكتشف حقيقة سعد في المستشفى حيث ترصده وهو يقوم بسرقة محفظة (نشل). والثنائيان أي الشخصيات الأربع الرئيسية في العمل تلتقي جميعها في ذات المستشفى قبل إنطلاق باقي الأحداث.

 

أما فيما خصّ مستجدات الحلقة الثالثة التي عُرضت أمس، لقد رصد العمل أحداث درامية جديدة لنكتشف أنّ غسان يخون زوجته مع صديقتها المقرّبة (رانيا عيسى)، كما سلّطت هذه الحلقة الضوء على قضايا إجتماعية عديدة منها وضع السجون والعنف المُمارَس ضد المرأة حيث ظهرت الممثلة اللبنانية ندى بو فرحات بدور امرأة مسجونة بسبب قتلها لزوجها لأنّها كانت تعاني من التعنيف الإجرامي على يده، وتحاول شقيقتها مايا (دانييلا رحمة) مساعدتها داخل السجن من خلال دفع الرشوة لرجل الشرطة داخل السجن (طلال الجردي)، عداك عمّا تعرضه الحلقة من تهديد وتعذيب لإحدى السجينات على يد سجينة أخرى.

 

اللافت أنّ هذا العمل الدرامي اللبناني السوري المشترك يُقدّم مادة دسمة لمعالجة "الشر" في مجتمعنا بمختلف أوجهه أي الكذب، الفساد، السرقة إلخ... لكن بعض المتورّطين في هذا الشر هم ضحايا وإنجرفوا وراء هذه الشرور بمقابل آخرين نواياهم مقصودة ومُتعمَّدة لنشر الشر بين الناس. ومن المتوقّع أن تحمل الأحداث الدرامية في "أولاد آدم" خطاً تصاعدياً تشويقياً في الحلقات القادمة.