نفايات الموضة السريعة بالأطنان... والحلّ بيد الكيمياء

9:08
22-07-2024
نفايات الموضة السريعة بالأطنان... والحلّ بيد الكيمياء

لا مناص من القول أن الموضة السريعة تقدّم ملابس عصرية منخفضة التكلفة، ولكنها تأتي على حساب البيئة من خلال إنتاج كميات مهولة من النفايات ما يتسبب بتلوث بيئي. فصناعة الموضة السريعة ترتكز على إنتاج ملابس عصرية وحديثة لتلبية طلبات المستهلكين المتغيرة بسرعة، ويتميز هذا النموذج بالإنتاج السريع، بالإضافة إلى الجودة والتكلفة المنخفضة، والتجديد المستمر، ما يجعل المنتجات متاحة لشريحة واسعة من المستهلكين، ولكن بعمر افتراضي قصير.

والأهم أن الموضة السريعة تنتج نحو 92 مليون طن من النفايات النسيجية سنوياً على االصعيد العالمي، ولكن أقل من 1% من هذه الكمية يتم إعادة تدويرها. وسبب ذلك أن معظم الأقمشة يحتوي على مزيج من الألياف مثل البوليستر والقطن أو النايلون وألياف السباندكس. وبالتالي يتطلب إعادة تدويرها فرزاً وفصلاً لهذه الألياف، وهي عملية غير قابلة للتنفيذ يدوياً على نطاق صناعي.

ولكن الكيمياء قدّمت حلاً غير مستعصٍ، فقد ركز باحثون في جامعة ديلاوير الأميركية، على نهج كيميائي جديد يمكنه بفاعلية فصل البوليستر والنايلون والقطن والسباندكس، ما يعالج تحدياً رئيسياً في إعادة تدوير الأقمشة المختلطة.

من جهته، يقول الباحث المشارك بالدراسة الدكتور ديونيسيوس فلاشوس، وهو أستاذ الطاقة والهندسة الكيميائية والبيولوجية الجزيئية في جامعة ديلاوير، إن التحديات الرئيسية للتعامل مع نفايات المنسوجات المختلطة تعود إلى تعقيد وتنوع المواد المستخدمة. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «غالباً ما تحتوي المنسوجات على مجموعة متنوعة من الألياف مثل البوليستر والقطن والنايلون والسباندكس، وتتم معالجتها عادةً بالأصباغ والمواد المضافة، ما يجعل عمليات إعادة التدوير أكثر تعقيداً».

بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أن إعادة التدوير الميكانيكية التي تتم عبر فرز النفايات وتنظيفها وتقطيعها وصهرها لتشكيل حبيبات أو رقائق، هي الطريقة الأكثر شيوعاً، لكنها لا تتناسب مع المنسوجات متعددة الألياف أو المواد المضافة أو الملونات بشكل فعال، ما يؤدي إلى تدهور جودة الألياف وقيمتها.

وبالتالي، ركزت الدراسة على تطوير طريقة كيميائية فعالة لإعادة تدوير مخلفات المنسوجات المختلطة الموجودة في مرافق إعادة التدوير ومدافن النفايات، من خلال عملية تحلل معتمدة على الحرارة بمساعدة الميكروويف وتستخدم عامل تحفيز من أكسيد الزنك.

وبالفعل، تمكنت هذه العملية، التي تستغرق 15 دقيقة فقط، من تفكيك البوليستر إلى مكونات مفيدة لصناعة الخيوط والراتنجات والمواد الليفية، وكذلك تحويل ألياف السباندكس إلى مكونات تستخدم في صناعة الرغوة البلاستيكية، وهي مادة مصنوعة من البلاستيك تتميز بتركيب خفيف ومرن، بالإضافة إلى الألياف الزجاجية.

وعلى الصعيد التطبيقي، عند اختبار هذه الطريقة على مزيج من البوليستر والقطن والسباندكس والنايلون باستخدام مذيب حمضي، احتفظت العملية بسلامة القطن والنايلون. ولاحظ الفريق أن مثبطات اللهب والأصباغ تؤثر سلباً على العملية، لذا يوصون بإزالتها قبل إعادة التدوير.