هل نجحت خطّة الرقابة الفنية في وضع التصنيفات العمرية للأعمال الرمضانية؟!

19:10
23-05-2018
أميرة عباس

منذ بدء عرض الأعمال الدرامية في الموسم الرمضاني الراهن، لاحظنا فرض الرقابة الفنية لوضع "تصنيف عُمري" محدّد للمسلسلات بشكل عام أو لبعض الحلقات منها، أي تحديد سن المُشاهِد المسموح له متابعته لمن هم دون سنّاً معيناً!

 

عادةً توضع هذه التصنيفات للأعمال السينمائية أكثر من التلفزيونية، وبشكل عام يوضع نظام هذه التصنيفات العُمرية فيما يتعلّق بصلاحيتها للجمهور أي للمُشاهدين من حيث العديد من الجوانب مثل مَشاهِد العنف، تعاطي المخدرات، الألفاظ النابية، المشاهد الجنسية. وعلى أساس ذلك توضع تقييمات بمثابة توصيات إستشارية أو إلزامية والمعيار الذي يحكم هذه التصنيفات يتبدّل بين بلدٍ وآخر.

 

وفيما خص الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني الحالي، لقد لاحظنا أنّ هناك عدداً من المسلسلات التي إعتمدت على هذا التصنيف العمري، وقد تكون المحطات التلفزيونية التي تبث الأعمال هي من تضع هذا التصنيف، فمثلاً إنّ مسلسل فوق السحاب (بطولة هاني سلامة) وُضِع بعد التتر الخاص به ضمن إحدى حلقاته تصنيف ما فوق السادسة عشر سنّاً +16، وقد يكون هذا التحديد العمري أتى بسبب مشاهِد العنف التي يحتويها المسلسل لكي يعكس الواقع الأليم الذي تعيشه بعض الشخصيات الدرامية المقتبسة من شخصيات واقعية. ومنها نذكر مشهد تعذيب عاملة التنظيف في منزل عائلة ثرية بأبشع الطرق بعد إتهامها بالباطل أنها سرقت مبلغ أربعة آلاف دولار، ومشهد آخر لتعذيب إحدى الفتيات بجلدها حتى سفك دمها. وقد يتم إعتماد هذه الرقابة الفنية في الحلقات القادمة.

 

أيضاً لاحظنا هذا التصنيف العمري في إحدى حلقات مسلسل ليالي أوجيني (بطولة ظافر العابدين) فكُتِبت عبارة " لا يُنصح بمشاهدة هذا المُصنّف لمن هم دون إثني عشر عاماً "، وهذا ما يُعتبر توصية إستشارية بحسب نظام التصنيفات، على عكس ما إعتمد عليه مسلسل أبو عمر المصري (بطولة أحمد عز) إذ كُتب في تتر حلقته الخامسة على سبيل المثال "+12"، وهذا ما يُسمّى توصية إلزامية، كذلك الأمر بالنسبة لمسلسل "رسايل" الذي صُنّفت حلقته أمس أي الحلقة السادسة لمن هم فوق السادسة عشر عاماً رغم أنّ الحلقة لا تحتوي على مشاهِد خادشة للحياء ولا عنف وما شابه (الصور في الأعلى).

 

وهذا ما يوحي بأنّ بعض الأعمال الدرامية في هذا الموسم لا تلائم جميع الفئات العمرية، وفي الوقت الذي تنجح فيه هذه الرقابة في التصنيفات على صعيد الأعمال السينمائية لكن هل تنجح هذه الخطّة الرقابية في المسلسلات عبر الشاشة الصغيرة؟!