Arcasync: تطبيق يساعد مرضى السرطان على تجاوز الإرهاق

10:25
29-03-2025
Arcasync: تطبيق يساعد مرضى السرطان على تجاوز الإرهاق

طور باحثون أميركيون تطبيقًا ذكيًا Arcasync لمرضى السرطان يساعد في تتبع إيقاعهم البيولوجي الشخصي، ويقدم توصيات مخصصة للتخفيف من الإرهاق وتحسين جودة حياتهم. وقد أشار الباحثون من مركز روجيل للسرطان في جامعة ميشيغان إلى أن هذا التطبيق يوفر بديلاً سهل الاستخدام مقارنة بالعلاجات الدوائية أو البرامج الرياضية، مما يجعله أكثر شمولية وقابلية للتطبيق على نطاق واسع. وقد تم نشر النتائج في مجلة Cell Reports Medicine يوم الخميس واطلعت على المقال "الشرق الأوسط".

والجدير بالذكر أنّ الإرهاق يعدّ من أبرز الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للعلاج الكيميائي والإشعاعي لدى مرضى السرطان، ويكون غالبًا أكثر شدة وصعوبة في التعامل معه مقارنة بالأشخاص غير المصابين. وقد يستمر هذا الإرهاق لفترات طويلة بعد انتهاء العلاج. وتعتمد طرق العلاج التقليدية للإرهاق المرتبط بالسرطان على الأدوية أو التمارين الرياضية أو تقنيات التأمل، وهي أساليب قد لا تكون مناسبة لجميع المرضى، مما دفع الباحثين لتطوير حل أسهل وأكثر إمكانية للوصول.

في التفاصيل، تتحكم الساعة البيولوجية للجسم في العديد من العمليات الحيوية مثل النوم والاستيقاظ والهضم ودرجة حرارة الجسم. وأظهرت الدراسات أن أي اضطراب في هذه العمليات يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإرهاق وتدهور جودة الحياة لدى مرضى السرطان. من ناحية أخرى، يمكن للعوامل الخارجية مثل التعرض للضوء أن تساعد في إعادة ضبط الإيقاع البيولوجي.

وبالتالي، ابتكر الفريق تطبيق "Arcasync"، والذي يعتمد على تتبع أنماط النوم والاستيقاظ باستخدام معدل ضربات القلب ومستويات النشاط البدني. ثم يستخدم التطبيق نماذج رياضية لتقديم توصيات مخصصة، مثل التعرض للضوء الساطع في أوقات معينة من اليوم، بهدف إعادة تنظيم الإيقاع البيولوجي للمريض. وشمل البحث 138 مريضًا مصابًا بسرطان الثدي والبروستاتا وسرطانات الدم، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى استخدمت التطبيق، بينما كانت الثانية مجموعة ضابطة. خلال فترة 12 أسبوعًا، أبلغ المشاركون عن مستويات الإرهاق، اضطرابات النوم، القلق، الاكتئاب، وحالتهم الصحية العامة.

وقد أظهرت النتائج أن المرضى الذين استخدموا التطبيق شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الإرهاق اليومية والأسبوعية مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما تحسنت لديهم جودة النوم وانخفضت اضطراباته، بالإضافة إلى تراجع مستويات القلق والاكتئاب، مما أدى إلى تحسن عام في جودة حياتهم.

ختاماً، خلص الباحثون إلى أن هذه الدراسة تقدم مقاربة جديدة لإدارة الإرهاق، حيث أثبتت أن التوصيات الشخصية المستندة إلى الإيقاع البيولوجي للمريض كانت أكثر فعالية من النهج التقليدي الذي يعتمد على التعرض العشوائي للضوء. كما أن التطبيق يوفر بديلاً رقميًا سهل الاستخدام، دون الحاجة لتدخل طبي معقد، مما يجعله أداة فعالة لتحسين الصحة العامة وتعزيز نوعية الحياة اليومية.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن التكنولوجيا تعتبر من أبرز العوامل التي تسهم في تحسين الرعاية الصحية وتحقيق تقدم ملموس في مجال الطب. فقد أدت الابتكارات التكنولوجية إلى تطوير أدوات وتقنيات جديدة تساعد في تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة، مثل تقنيات التصوير الطبي المتقدمة وأجهزة المراقبة عن بُعد. كما أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا أساسيًا في تحليل البيانات الطبية، مما يعزز القدرة على تقديم علاج مخصص وفعال لكل مريض. بالإضافة إلى ذلك، تسهم التطبيقات الصحية في تمكين المرضى من متابعة حالتهم الصحية وإدارة العلاج بشكل أكثر فاعلية. وتعد الروبوتات في العمليات الجراحية مثالاً آخر على كيفية استخدام التكنولوجيا لتقليل الأخطاء البشرية وتحسين نتائج العمليات. من خلال هذه التحسينات، أصبحت الرعاية الصحية أكثر وصولاً وفعالية، مما يعزز جودة الحياة للمرضى في جميع أنحاء العالم.