هل ستصبح الدراما "اليوتيوبية" بديلاً لدراما التلفزيون خلال السنوات القادمة؟!

14:00
11-08-2018
أميرة عباس
هل ستصبح الدراما "اليوتيوبية" بديلاً لدراما التلفزيون خلال السنوات القادمة؟!

كان التلفاز يُشكِّل وسيلة تجذب كافة أفراد الأسرة للإلتفاف أمام هذه الشاشة الصغيرة كي يتربّصون لمشاهدة البرامج والمسلسلات، أما اليوم فأصبح لكل أحدٍ منّا شاشته الصغيرة المحمولة عبر الهاتف الخليوي أو جهاز الحاسوب المحمول كبديلٍ عن الهاتف لمشاهدة البرامج والمسلسلات التلفزيونية لحين أصبحت تلك المسلسلات تنتقل من مرحلة دراما "تلفزيونية" إلى دراما "يوتيوبية"!

 

باتت جميع القنوات التلفزيونية تعتمد على "الانترنت" وتحديداً موقع يوتيوب لإتاحة برامجها ومسلسلاتها للجمهور من خلال هذا الموقع بسبب مدى أهمية توفّر برامجها عليه لإستقطاب الجمهور فضلاً عمّا قد تجنيه من ربح مادي من خلال ذلك، لكن سنحصر حديثنا هنا فيما يتعلّق بالمسلسلات التي تعرض فقط عبر يوتيوب.

 

هذا التحوّل المستجد على مجتمعاتنا العربية قد يُغيّر من المفاهيم الفنية المتعلّقة بالدراما التي تُصنَّف ضمن ثلاثة أنماط: دراما تلفزيونية، دراما سينمائية ودراما مسرحيّة، وفي حين نجد معظم المسلسلات التلفزيونية متوفّرة عبر الانترنت بات بعض صنّاع الدراما يلجؤون إلى ما يسمى اليوم بمسلسلات "يوتيوبية" أي تُعرض عبر يوتيوب عوضاً عن الشاشة الفضية المتلفزة، وبذلك تخرج الدراما من أنماطها الثلاثة الآنف ذكرها ليدخل عليها تصنيفاً جديداً تحت مُسمّى "دراما يوتيوبيّة"، وهذا ما ينطبق على مسلسليْن سوريّيْن حقّقا نجاحاً نسبياً هذا العام ألا وهما: "دون قيد" و"الشك" الذي شارك فيه نخبة من نجوم الدراما السورية ولم يقتصر على مواهب شبابية مبتدئة في التمثيل، فمسلسل "دون قيد" كتبه ولعب دور البطولة فيه الممثل والكاتب رافي وهبة، أما مسلسل "الشك" فقدّم دور البطولة فيه كل من بسّام كوسا، ديما قندلفت، محمود نصر.

 

يجب التوقّف عند هذا التحوّل الذي قد يعتبره البعض مجرّد مواكبة للعصر والتطوّر الذكي الذي إستوردناه من الغرب إلّا أنّ هذه "الدراما اليوتيوبية" في الواقع تعكس أزمة حقيقية في الإنتاج الدرامي ولعلّ الدليل على هذه الأزمة يتمثّل في وجهه الآخر عبر الإنتاج "العددي" لمسلسلات الموسم الرمضاني لعام 2018 الذي لم يتخطّى أكثر من ثلاثين مسلسل في عدد الأعمال الدرامية التي عُرضت خلاله وذلك على عكس كل المواسم في الأعوام المنصرمة.

 

مع إستعراض كل النقاط الآنف ذكرها، نطرح العديد من علامات الإستفهام: هل أصبحت دراما "يوتيوب" هي وسيلة للتخلص من الأزمات الإنتاجية والتسويقية التي يتعرّض لها صنّاع الدراما راهناً؟ وهل "الدراما اليوتيوبية" هي حل مؤقّت أو ظاهرة تتفشّى لوقت محدّد من ثمّ ستضمحل تدريجيّاً؟!