مُبارَزَة على حلبة درامية من نوع آخر بين ندى بو فرحات وكارول عبّود في أولاد آدم

11:03
14-05-2020
أميرة عباس
مُبارَزَة على حلبة درامية من نوع آخر بين ندى بو فرحات وكارول عبّود في أولاد آدم

لا يبحث الممثل الحقيقي عن دور البطولة بالمعنى التقليدي إنّما يتوق لتقديم الشخصية الدرامية المتكاملة مع مختلف العناصر الدرامية ضمن عمل يعطيه مساحة لهذا الدور، فيؤدّيه بإتقان نوعي، وهذا ما نُشاهده مع كل من الممثلتيْن اللبنانيّتيْن ندى بو فرحات بِدور زينة وكارول عبّود بشخصية عبلة في مسلسل أولاد آدم الذي يُعرض خلال الموسم الرمضاني الراهن، من تأليف رامي كوسا، إخراج الليث حجّو، وإنتاج إيغل فيلم.

تُقدِّم بو فرحات وعبّود هذه الثنائية لنرى معهما ما هو أشبه بِمُبارزة على حلبة درامية تشهد على شهيق وسط تصفيق الجمهور الذي يُشاهِد كيفية الصراع بينهما دون تزلّف إنّما تتجلّى معهما قدرات تمثيلية حقيقية كنّا نتعطّش لرؤيتها مع العديد من الممثلات اللبنانيات لِنثبت أنّ "درامانا" تتمتّع بِكوادر "حرّيفة".

أما في تفاصيل دوريْهما، شاء القدر أن تكون زينة (ندى بو فرحات) داخل السجن لأنّها قاتلة ولِجريمتها مُبرِّر على الطريقة الميكافيلية فالغاية تُبرّر الوسيلة حيث لجأت إلى وسيلة شرّيرة حين إضطرت زينة إلى قتل زوجها بغاية التخلّص من ظلمه لها لأنّها "إمرأة مُعنّفَة". فيما نرى عبلة بشخصية المجرمة "صاحبة النفوذ" داخل وخارج السجن، فتبعث شرّها على كل مَن لا يرضخ لأوامرها، ثمّ "تستشرس" زينة على عبلة ويبدأ صراعهما ما ظهر منه وما بطن لغاية هذه الحلقة، فزينة هي السجينة الوحيدة التي إستطاعت مواجهة عبلة وليس لديها ما تهابه أو تخاف منه وعليه لطالما أنّها محكومة بالمؤبّد لكن غريزة البقاء للأقوى تفرض عليها الدخول في هذا الصراع لتُدافع عن نفسها ورفضت الخنوع بعدما تعرّضت للأذى على يد عبلة، واللافت أنّ هذا الصراع رغم الشر الكامن فيه يتّسم بكيمياء كبيرة بين بو فرحات وعبّود حتى في اللقطات التي تعتمد فقط على النظرات ولغة الجسد.

أما في الحلقة العشرين من هذا العمل والتي عُرضت أمس، فشكّلت مفاجأة بِمواجهة "ودّيّة" بين زينة وعبلة حيث صارحتها الأخيرة بأنّها تحترمها كوْنها صدّتها للدفاع عن نفسها، ورَوت عبلة قصّتها لِزينة فَرأينا الجانب الإنساني من هذه الشخصية الشريرة، لكن ما زالت كل الإحتمالات الدرامية مفتوحة للتأكّد ما إن كانت عبلة بالفعل تحمل نوايا طيّبة تجاه زينة أم العكس.

لذلك، ننتظر المزيد من المفاجآت خلال الحلقات القادمة لناحية الأحداث والأداء على حد سواء، ولا بد من التساؤل عمّا لو كان سيتغيّر مصير زينة بعدما سرقت شقيقتها مايا (دانييلا رحمة) الهاتف الخلوي الخاص بالإعلامي غسان (مكسيم خليل) وبدأ اللص سعد (قيس الشيخ نجيب) بإبتزاز غسان بعدما عرف أنّه متزوّجاً وزيرة العدل (ماغي بو غصن) التي يُحبّها منذ زمن مدير السجن (رودني حداد) حيثما تتواجد زينة وعبلة، فهل سنرى رابطاً درامياً مُفاجِئاً بين إبتزاز الإعلامي -زوج الوزيرة- ومصير السجينة؟!