"شرّعوا الحشيشة" عَكَس المعاناة بأسلوب الكوميديا فَخرج برسالة هادفة!
أُقيم بالأمس العرض الخاص لفيلم "شرّعوا الحشيشة" بحضور أبطال الفيلم وصنّاعه، نذكر منهم: الممثل طوني عيسى، الفنان فادي أندراوس، عدنان ديراني، ريتا حرب، هاغوب دو جرجيان، المخرجة رندلى قديح، الكاتبة داليا حدّاد مع المنتج الذي هو أحد أبطال العمل مجد جعجع صاحب شركة Wise Production.
بعد إنتهاء فعاليّات السجادة الحمراء، دخل الحضور إلى القاعات السينمائية لمشاهَدة هذا الفيلم الذي حرص صنّاعه على التنويه في بداية "الجنريك" بأنّ شخصياته من وحي الخيال ولا تمت للواقع بصلة.
يُستهل الفيلم بتعريفنا على شخصيّاته المحورية ألا وهم خمس شباب يتورّطون في عمليّات السرقة لكن يُلقى القبض عليهم، ومع المَشاهِد الحوارية الأولى نستشف تبرير هؤلاء الشباب للأسباب التي دفعتهم إلى السرقة، فمِنهم من يُعاني بسبب البطالة وغلاء الفاتورة الصحية المُلقاة على عاتقه لعلاج والدته المريضة، وآخر يستصعب تسديد الأقساط المدرسية لأولاده، فيما نرى شاباً منهم بمثابة ضحيّة لمجتمع دفعه للتورّط في السرقة، وآخر جُلَّ طموحه الزواج من حبيبته، وشاباً منهم يرغب في تحقيق حلمه بأن يُصبح مغنّياً، وهؤلاء الشباب عكسوا خمس نماذج متنوّعة من شرائح المجتمع اللبناني لكن "مصيبتهم" واحدة!
مع تصاعُد سياق الأحداث، يتم الإفراج عن هؤلاء الشباب ليتّجهون بعدها نحو تجارة الممنوعات، ومع الوصول إلى ذروة الأحداث، نصل إلى الهدف الذي يرنو إليه فيلم "شرّعوا الحشيشة"، فبعدما إنتقد البعض تسمية العمل المذكور بهذا الإسم، يتبيّن لنا لاحقاً أنّه يهدف إلى وضع هذا التشريع لزراعة الحشيش ضمن إطار قانوني وعلمي مدروس مع التوعية الهامة في هذا النطاق منعاً من الإنجراف وراء الأذى والضرر المترتّب على الشخص الذي يُتاجر أو يتعاطى الممنوعات. ونكتفي بالإشارة إلى هذه النقطة دون سرْد التفاصيل ريثما يُشاهِد الجمهور هذا الفيلم.
في مقلبٍ آخر، لا بد من التعقيب على العديد من الجوانب بعد مُشاهَدة العمل. فمن ناحية التمثيل، ليس بجديدٍ على الممثل طوني عيسى أن يُقدِّم دوراً ممزوجاً بين التراجيديا والكوميديا بإحترافيّة عالية، وهنا نرفع له القبّعة خاصة أنّ هذا العمل هو من نوع الأفلام التجارية الهادفة وهذا ما تطلّب مجهوداً مضاعفاً من كل فريق العمل لتقديم عملاً بهذا المستوى العالي، أما بالنسبة لباقي الأبطال فننوّه بأنّ الممثل عدنان ديراني قدّم بباكورة أعماله دوراً وَضَعه في مكانة هامّة خاصة أنه صدم الجمهور بإمكاناته التمثيلية، وبدوره إمتاز أداء الفنان فادي أندراوس بالعفوية حيث قدّم شخصية تُشبهه إلى حد كبير ما ساعد على إقناع المُشاهِد، ولن ننسى باقي الممثلين في هذا العمل لا سيما الممثّلة ختام اللّحام التي أضافت رونقاً مميزاً بأدائها البارع. ومن ناحية الإخراج والتصوير، ننوّه أنّ فيلم "شرّعوا الحشيشة" قدّم للمُشاهِد صورة راقية ومحترفة دون أن يبخل الإنتاج في تقديم إمكانات سينمائية إنتاجية هامة بحسب ما يتطلّبه العمل، وهنا يجب الإشارة أيضاً إلى المجهود المكثّف الذي قامت به مخرجة العمل لضبط كل عناصر الفيلم من إدارة الممثّل إلى توظيف النص والحوار في المكان الصائب حتى الصورة والمونتاج ليخرج العمل بهذا الشكل اللائق. وذلك إلى جانب الموسيقى التصويرية التي وضعها الفنان الشامل سليم عساف، والحوار العفوي بنفحة كوميدية دون تجاهل ما تحمله القصة من رسالة إجتماعية ووطنية إذ يُبَجِّل العمل دور الجيش اللبناني في نهايته رغم تسليطه الضوء على قضايا الفساد والمشاكل الإقتصادية المحلية.
علماً أن هذا الفيلم ترافِقه أغنية ترويجية تحمل ذات إسمه "شرّعوا الحشيشة" بصوت الممثل طوني عيسى من كلمات وألحان سليم عساف، وتمتاز الأغنية بأسلوب السهل الممتنع لناحية كلماتها مع لحن إيقاعي جاذب لأذُن المستمع.
في الختام نشير إلى أنّ كل هذه العناصر تكتمل معاً لتقديم فيلم لبناني جديد يُعَد من الأعمال السينمائية المختلفة والمميّزة، مع الإشارة إلى أن فيلم "شرّعوا الحشيشة" سيُعرض خلال الأيام القادمة في سوريا، مصر والأردن.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية