حرب الأرقام عبر يوتيوب، هل هي المعيار الأَوْحَد لنجاح مسلسلات الموسم الرمضاني!

18:20
28-05-2018
أميرة عباس
حرب الأرقام عبر يوتيوب، هل هي المعيار الأَوْحَد لنجاح مسلسلات الموسم الرمضاني!

بين الرقم الأول عبر يوتيوب و"تراند" تويتر، تدخل الأعمال الدرامية في حرب الأرقام خلال الموسم الرمضاني الراهن، فهل أصبحت تلك الأرقام الإلكترونية هي المعيار المثالي لقياس نسبة نجاح المسلسلات؟!

 

قبل أن نستورد هذا التطوّر التكنولوجي- الإلكتروني، كانت الأعمال الفنية العربية تحكمها معايير مختلفة، فبالنسبة للأفلام السينمائية كانت وحدها إيرادات شبّاك التذاكر كفيلة لأن تكون معياراً لنجاح العمل أو مقياساً لحجم نجومية بطله أو بطلته، أما المسلسلات فتعتمد فقط على نسبة مُشاهدتِها عبر الشاشة الفضية قبل أن يصل ذلك راهناً لما يُعرف بحرب "رايتينغ"، فيما كانت نسبة المبيعات في سوق الكاسيت هي وحدها معياراً لقياس نجاح الألبومات الغنائية، بينما نجد اليوم أنّ أرقام يوتيوب وتراند تويتر لدى البعض بمثابة المعيار الأوْحَد لمعرفة مدى نجاح المسلسلات ضمن السباق الرمضاني الراهن.

 

لكن لا بد من التعقيب على أنّ هذا المعيار ليس كافياً لإثبات النجاح والجماهيرية، والدليل على ذلك أنّ النقّاد الفنيين قد تختلف آرائهم عن تلك الأرقام في الحُكْم على هذا العمل أو ذاك، وكذلك الأمر بالنسبة للعدد الكبير من الجماهير العربية التي ما زالت تُفضِّل متابعة الأعمال عبر شاشة التلفاز وليس شاشة المحمول أو الحاسوب، وعلى سبيل المثال نذكر أنّ معظم نقّاد الدراما في تصريحاتهم الأخيرة يعتبرون أنّ الممثل المصري محمد رمضان يُكرّر نفسه في مسلسل "نسر الصعيد" في الوقت الذي يحصل فيه هذا العمل على أرقام "إلكترونية" عالية.

 

ومن هذا المنطلق نشير إلى أنّ المسلسل الناجح تحكمه معايير عديدة أخرى مثل قوّة النص الدرامي وكيفية معالجته، الفكرة المختلفة أو المبتكرة، السيناريو والحبكة الدرامية، أداء الممثلين، الإخراج، الإنتاج وطاقم العمل ككل.

 

وبشكل عام، نُشير إلى أنّ معيار "الجودة" (جودة النص والمضمون والصورة) هي المعيار الثابت لقياس مدى نجاح العمل الدرامي في كافة العصور بعيداً عن أرقام يوتيوب وتراند تويتر التي قد تكون مزيّفة !