لا شك في أنّ هذا الموسم الرمضاني يعيش تقلّبات وتغييرات في الإستراتيجية التسويقية وهذا ما جعل عدداً من المسلسلات يخرج من المنافسة الرمضانية في اللحظات الأخيرة ومنها ما تبدّلت القنوات التلفزيونية التي تُعرض عليها، لكن اللافت أنّ هذه التقلّبات في دراما رمضان تمتد إلى كيفية إختيار الأبطال إذ أنّ هناك ممثلون يلعبون أدوار البطولة الرئيسية لأول مرة في هذا الموسم!

 

عادةً يتم إختيار أحد نجوم الصف الأول في الدراما ليكون البطل الرئيسي في العمل وعلى أساس ذلك يحمل هذا النجم لواء العمل، وكما يُقال "يُباع المسلسل إلى القنوات إستناداً على إسم البطل" بحسب ما هو متعارف عليه، وفي الوقت الذي شهد تأجيل بعض القنوات التلفزيونية لعرض مسلسلات رمضانية رغم أنّ أبطالها من الرقم الأول في الدراما، نلاحظ أنّ هناك أعمال أخرى أبطالها الرئيسيين هم ممثلين موهوبين لكنهم يتولّون مهمة البطولة الرئيسية لأول مرة!

 

وعلى سبيل المثال نذكر مسلسل "مليكة" لبطلته الممثلة المصرية دينا الشربيني التي كثيراً ما تم التساؤل حول عملها الرمضاني إن كانت ستستطيع إقناع الجمهور بأنها تستحق أن تكون بطلة رئيسية للعمل أم العكس، وما زال مبكراً أن نحكم على ذلك لكن بحسب ما شاهدناه لغاية الحلقة السابعة من المسلسل المذكور، فإنّ دينا بدور "مليكة" أجادت فعلاً إقناعنا بأدائها التمثيلي خاصة مع تبدّل شخصيتها بين "مليكة" و"آية" من فتاة هادئة وخجولة إلى فتاة قوية ومتحرّرة، وذلك بعد الحادث الذي تعرّضت له وسط غموض يُحيط بالأحداث الدرامية، وفي هذا العمل تؤدي دينا دوراً مركّباً ما يحمل صعوبة على الممثل، لتبقى الحلقات القادمة كفيلة بإعطاء الحكم على هذا العمل ككل.

 

أيضاً إنّ الممثل المصري كريم فهمي في مسلسل "أمر واقع" يُقدِّم البطولة الرئيسية ويشاركه البطولة عدداً من الممثلين منهم نجلاء بدر، ويُعدّ هذا أول عمل تلفزيوني من بطولته الأولى في حين سبق وقدّم فهمي أعمالاً سينمائية من بطولته الرئيسية.

 

فضلاً عن ذلك، إنّ مسلسلات الوصية (أكرم حسني)، سك على إخواتك (علي ربيع) وربع رومي (مصطفى خاطر) تعتمد على ممثلين يقدّمون لأول مرة البطولة الرئيسية.

 

وضمن هذا الإطار، لا بد من التعقيب على أنّ هناك عدداً من نجوم الدراما الذين أصبحوا مؤخراً يتولّون مهمة البطولة الرئيسية وحقّقوا نجاحاً باهراً في أعمالهم أمثال طارق لطفي، ياسر جلال وأمير كرارة، لكن الفارق هنا يكمن في أنّ هؤلاء النجوم الثلاث على سبيل المثال دخلوا مجال التمثيل منذ التسعينات قبل أن يُصبحوا أبطالاً لأعمال ضخمة على عكس الممثلين الجُدُد الآنف ذكرهم.

 

وبعد إستعراض هذه الأسماء بين الأعمال والأبطال، وبمقارنة مع التوجّهات الجديدة للمنتجين، نتساءل ما إذا كان إختيار نجوم من غير الصف الأول لهذه الأدوار الرئيسية هو لدوافع مالية وتسويقية كحل بديل بسبب الأزمات التي يعيشها سوق الدراما ؟! وفي الوقت عينه نتساءل ما لو كان هؤلاء الممثلين يستطيعون منافسة باقي نجوم الدراما في الموسم الرمضاني الراهن ؟! بمعنى آخر، هل تنجح البطولة الأولى لوجوه بعيدة عن الصف الأول في الدراما الرمضانية لهذا العام؟!