الدراما اللبنانية تُحقِّق نقلة نوعية في رمضان 2020 ...فهل نَنْتَقل لِمرحلة الصناعة الدرامية المحلية؟!

12:00
15-05-2020
أميرة عباس
الدراما اللبنانية تُحقِّق نقلة نوعية في رمضان 2020 ...فهل نَنْتَقل لِمرحلة الصناعة الدرامية المحلية؟!

تُحقّق المسلسلات اللبنانية في الموسم الرمضاني لعام 2020 نجاحاً هامّاً ويُحسَب لها كنقلة نوعيّة للدراما اللبنانية حيث إستطاع هذا الموسم أن يخرج بأعمال لبنانية محض تتّسم بمستوى عالٍ ومُتمكِّن بمختلف العناصر الدرامية.

مسلسلات لبنانية على الشاشات العربية

تعرض الشاشات المحلية والعربية مسلسلات لبنانية خلال هذا الموسم ألا وهي: "لو ما التقينا" (بطولة يوسف الخال وسارة أبي كنعان، يوسف حدّاد، فيفيان أنطونيوس، وغيرهم، تأليف ندى عماد خليل، إخراج ايلي الرموز، منتج منفذ المخرجة كارولين ميلان، وإنتاج Gold Films)، "غربة" (بطولة كارلوس عازار، وسام حنا وفرح بيطار، من تأليف ماغي بقاعي، إخراج ليليان بستاني، وإنتاج أفكار برودكشن)، "بالقلب" (تأليف طارق سويد، إخراج جوليان معلوف، إنتاج G8 Pro، بطولة: بديع أبو شقرا، سارة أبي كنعان، وسام فارس، غابريال يمّين، كارمن لبّس، نوال كامل، جان دكّاش، ستيفاني عطالله، وغيرهم)، "بردانة أنا" (بطولة كارين رزق الله، بديع أبو شقرا، وسام حنا، رولا حمادة، وغيرهم، وهو من تأليف كلوديا مرشليان، إخراج نديم مهنّا وإنتاج NMPRO ).

المستوى العام للدراما المحلية في تحسُّن مستمر

هذه المسلسلات الآنف ذكرها، إستطاعت أن تثبت مدى تطوّر وتحسّن وضع الدراما اللبنانية البحت في ظل غياب الصناعة الدرامية المحلية في لبنان وإقتصارها على المشاركة في أعمال عربية مشتركة Pan Arab أو إنتاج مسلسلات محلية عانت معظمها من هشاشة النص الدرامي أو خلل في الأداء التمثيلي والإخراجي مقارنة بالدراما السورية والمصرية، ونقصد هنا المستوى العام للدراما المحلية ونستثني بعض المسلسلات اللبنانية.

المسلسلات اللبنانية تمتلك عناصر درامية متكاملة

أما الموسم الرمضاني لعام 2020، فأثبت أنّ الدراما اللبنانية تمتلك عناصر درامية متكاملة حيث خرجت بنصوص ومعالجة درامية مُتقنة وغير مقتبسة من أعمال أخرى إنّما أتت من صلب مجتمعنا لتكون أكثر واقعية ومُقنِعة، إلى جانب الأداء التمثيلي الأكاديمي الذي لم يعتمد على جمال الممثلة ووسامة الممثل إنّما تمّ خلق شخصيات درامية مع إعداد جيّد للممثلين وإدارة إخراجية محترفة.

الدراما في تَخبُّط بين الإنتاج الفني التنفيذي والإنتاج المادي المُموِّل

كل ما سبق إستعراضه يستوقفنا هنا للتساؤل عمّا لو حان الوقت كي ننتقل من مرحلة الإنتاج الدرامي إلى الصناعة الدرامية في لبنان، وشتّان ما بين هذه المرحلة والأخرى لأنّ صناعة الدراما مختلفة عن الإكتفاء بمجرّد الإنتاج الفني الذي تحكمه العديد من المعايير الخاصة بالعناصر الدرامية ألا وهي: الفكرة الأساس، الموضوع، المعالجة، التأليف، التمثيل، التصوير، الترويج والتسويق وأساليب الوصول إلى الجودة الفنية مع خلق هوية خاصة للدراما المحلية، وللتنويه، إنّ الوصول إلى الصناعة الدرامية هو أمر مرتبط بالوعي لدى صنّاعها بالأخص الإنتاج الذي ينقسم إلى نوعيْن وهما: الإنتاج الفني التنفيذي والإنتاج المادي المُموِّل، فالنوع الثاني من الإنتاج إنْ إستَثْمَر بجدارة الطاقات والكادرات الفنية لدى النوع الأول من الإنتاج سيتحقّق حينها عامل الجودة في الدراما بحسب حجم الإنتاج المحلّي ما يُسهِّل أمر صناعتها دون الرضوخ لِمتطلّبات السوق (نص مُستهلك، جمال الممثلة...) والإكتفاء بالإنتاج العددي كي لا يفتقد الفن غايته ويصبح مقيّداً بغايته التجارية فقط. وبِما أنّ هذا الوعي الإنتاجي بنوعيْه (الفني التنفيذي والمادي) والذي يستتبعه وعي الجمهور قد بات متوفّراً اليوم أكثر من السابق في الدراما اللبنانية بالرغم من فقدان عامل هام ورئيسي ألا وهو دعم الدراما من قِبل الجهات الرسمية، لذلك، فَنحن نَأْمَل بالخروج إلى مرحلة الصناعة الدرامية في لبنان بعد طول إنتظار!