قامت مجموعة متخصصة من علماء الأحياء والأطباء البيطريين والصيادين المحليين في منطقة الأمازون بتنفيذ مهمة حيوية تتمثل في أسر دلافين المياه العذبة النادرة مؤقتًا لتقييم حالتها الصحية. وتهدف هذه الجهود إلى منع تكرار الوفيات الجماعية المأساوية التي وقعت العام الماضي، حيث لقي مئات من هذه الدلافين حتفهم نتيجة لجفاف غير مسبوق.

في تفاصيل المهمة، بعد إحضارها إلى الشاطئ، خضعت الدلافين لفحوصات دم وفحوصات متنوعة أخرى. وقاد الباحثون، تحت إشراف مريم مارمونتل من معهد ماميروا للتنمية المستدامة، إدخال رقائق مجهرية في الدلافين لتتبع حركاتها وسلوكها عبر الأقمار الصناعية. ولا شك أن تعتبر هذه الخطوات حاسمة في مراقبة صحة هذه المخلوقات الفريدة أثناء تنقلها في الظروف المتغيرة لحوض الأمازون.

ووفقًا لوكالة رويترز، تم اتخاذ إجراءات خاصة خلال عملية الأسر لضمان سلامة ورفاهية الدلافين، خصوصًا أنثى دلفين كانت تحتفظ بصغيرها بالقرب منها لتقليل التوتر. أفادت مارمونتل قائلة: "لقد هدأت، مما سمح لنا بإجراء جميع الفحوصات اللازمة وبدت بصحة جيدة". كما جمع الفريق عينة من نسيجها لاختبار وجود الملوثات في دهنها، وهي خطوة قد توفر رؤى حول العوامل البيئية التي تؤثر على الدلافين.

في هذا السياق، تُبرز الحالة الحرجة التي تواجهها هذه الدلافين من خلال أحداث العام المنصرم، عندما تسبب الجفاف القياسي، الذي يُعزى جزئيًا إلى تغير المناخ، في وفاة أكثر من 200 دلفين نهري. وقد تسبب الجفاف في انخفاض مستويات المياه بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع درجات حرارة المياه إلى مستويات لا يمكن أن تتحملها الدلافين. كما أدى الجفاف إلى موت آلاف الأسماك بسبب نقص الأكسجين في الماء.

نذكر أنّ دلافين الأمازون النهرية تعرف بلونها الوردي المميز، بأنها نوع نادر من المياه العذبة يوجد فقط في أميركا الجنوبية. وتجعل معدلات تكاثرها البطيئة عرضة بشكل خاص للتهديدات البيئية. مع اقتراب موسم الجفاف في الأمازون، يعمل فريق البحث ضد الزمن لتحديد أسباب الوفيات الجماعية التي حدثت العام الماضي. سيمكن فهم هذه العوامل من الاستجابة السريعة والفعالة للتهديدات المماثلة في المستقبل.

بدعم من المؤسسة الوطنية للثدييات البحرية في كاليفورنيا، يعتبر هذا المشروع حاسمًا في حماية مستقبل هذه الدلافين المهددة بالانقراض والتي تواجه تحديات متزايدة بسبب تغير المناخ وعوامل بيئية أخرى.