بالصدفة ... أعمال صيانة في أثينا تكشف النقاب عن تمثال وقطع أثرية

13:47
11-12-2024

أعلنت وزارة الثقافة اليونانية يوم الثلاثاء عن اكتشاف تمثال قديم من الرخام الأبيض وقطع أثرية أخرى تعود إلى العصر الروماني، وذلك خلال أعمال تركيب شبكة الغاز الطبيعي في منطقة الأكروبوليس في العاصمة أثينا. يأتي هذا الاكتشاف ضمن عمليات الحفر التي تم إجراؤها في المنطقة، حيث عُثر على تمثال لرجل عار مقطوع الرأس يشبه تمثال هيرميس لودوفيسي، ويعود تاريخه إلى العصر الإمبراطوري بين القرنين الأول والخامس، حسبما أفاد بيان الوزارة.

تم العثور على التمثال بالقرب من مسرح هيرودس أتيكوس الروماني، الذي يقع على بعد أقل من 500 متر من موقع الاكتشاف. وأوضح بيان وزارة الثقافة أن هذا التمثال هو جزء من اكتشاف أكبر، حيث تم العثور على قطع أثرية أخرى خلال الحفر، بينما لا تزال تلك القطع قيد الفحص من قبل علماء الآثار. وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس إنه في الوقت الحالي لم يتم تحديد هوية جميع القطع المكتشفة، ولكن من المحتمل أن تعود إلى نفس الفترة الزمنية التي ينتمي إليها التمثال المكتشف.

من خلال المعلومات الأولية التي جمعها علماء الآثار، تبين أن التمثال كان في حالة جيدة إلى حد ما، وكان يقع داخل هيكل مبني من الطوب المستطيل، وهو هيكل يشير إلى وجود "الفيلات التي بناها البرجوازيون الأغنياء في تلك الحقبة". يُحتمل أن هذه الفيلات كانت تشكل جزءًا من الحياة اليومية للأثرياء في العهد الروماني، وهو ما يعكس الوضع الاجتماعي في تلك الفترة.

وقالت إيلينا كونتوري، رئيسة دائرة الآثار في أثينا، إنه من الضروري أن تواصل الفرق الأثرية أعمال التنقيب في الموقع لضمان جمع كافة الاكتشافات والقطع الأثرية وتوثيقها بشكل دقيق، مشددة على ضرورة عدم فقدان أي دليل قد يساعد في تحديد تاريخ القطع واكتشاف المزيد من تفاصيل الحياة في تلك الفترة الزمنية.

من الجدير بالذكر أن أثينا ومناطق أخرى في اليونان تشهد بانتظام اكتشافات أثرية أثناء أعمال الصيانة والبناء، حيث تكشف هذه الاكتشافات عن ثروة أثرية ضخمة تعود إلى العصور القديمة. عادةً ما يتطلب الأمر تدخلًا عاجلاً من الخدمات الأثرية لضمان الحفاظ على هذه القطع التاريخية الهامة. وتعتبر هذه الاكتشافات جزءًا من تاريخ غني وعميق يستمر في إغناء الفهم البشري لتطورات الحضارات القديمة.

كما يعد الحفاظ على الآثار أمرًا بالغ الأهمية لعدة أسباب تتعلق بالهوية الثقافية والتاريخية، والتعليم، والتنمية الاقتصادية. فالأولويات الرئيسية في الحفاظ على الآثار تكمن في الحفاظ على الهوية الثقافية للأمم، حيث تمثل الآثار جزءًا أساسيًا من تاريخ الشعوب وثقافاتهم، مما يساعد الأجيال الحالية والمستقبلية على فهم ماضيهم وتاريخهم. كما أنها تعد مصدرًا هامًا للبحث العلمي والتعليم في مجالات مثل التاريخ والأنثروبولوجيا والفن، مما يوفر رؤى قيمة حول تطور المجتمعات البشرية. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الآثار في التنمية الاقتصادية عبر السياحة الثقافية، حيث تشكل المواقع الأثرية وجهات سياحية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل. الحفاظ على الآثار يعزز أيضًا الوعي البيئي والتاريخي، ويشجع على الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي. كما تلهم الآثار العديد من الفنانين والمبدعين في مجالات الفن والأدب، مما يساهم في إعادة إحياء الأساليب الفنية القديمة. وأخيرًا، يعد الحفاظ على الآثار مسؤولية مشتركة بين الدول لحماية التراث العالمي من التدمير أو الإندثار بسبب الحروب أو العوامل الطبيعية. باختصار، الحفاظ على الآثار هو استثمار في المستقبل، يعزز التعليم والاقتصاد ويربط الماضي بالحاضر.