فصيلة الدم A تزيد خطر السكتة الدماغية المبكرة!

13:35
10-03-2025
فصيلة الدم A تزيد خطر السكتة الدماغية المبكرة!

كشفت دراسة جديدة أن فصيلة الدم قد تؤثر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قبل بلوغ سن الستين. في الدراسة التي نشرتها صحيفة "نيويورك بوست"، قام الباحثون بتحليل 48 دراسة جينية شملت حوالي 17 ألف مريض مصاب بالسكتة الدماغية، بالإضافة إلى نحو 600 ألف شخص سليم تتراوح أعمارهم بين 18 و59 عامًا.

ومن خلال مراجعة الملفات الجينية للمشاركين، اكتشف العلماء وجود علاقة محتملة بين السكتات الدماغية المبكرة والفصائل الدموية. وتحديدًا، ربطت الدراسة الجين المسؤول عن تحديد فصيلة الدم A أو B أو AB أو O بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية في سن مبكرة.

ووفقًا للباحثين من جامعة ماريلاند، تبين أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم A كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية إقفارية مبكرة، بينما كانت فصيلة الدم O مرتبطة بمخاطر أقل. ووفقًا للدراسة، فإن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم O لديهم خطر أقل بنسبة 12% للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالفصائل الأخرى. في المقابل، كان الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم A أكثر عرضة بنسبة 16% للإصابة بالسكتة الدماغية في سن مبكرة.

أوضح الباحثون أن تأثير فصيلة الدم كان أقل وضوحًا في حالة السكتات الدماغية التي تحدث في مراحل متأخرة من الحياة مقارنة بالسكتات التي تصيب الأفراد في سن مبكرة. وعلق الدكتور ستيفن جيه كيتنر، طبيب الأعصاب والباحث الرئيسي في الدراسة، قائلاً إن عدد الحالات المصابة بالسكتات الدماغية المبكرة في ازدياد. وأضاف أن الأشخاص الذين يصابون بسكتات دماغية في سن مبكرة يواجهون خطر الوفاة أو يعيشون مع إعاقات طويلة الأمد، مما يجعل فهم الأسباب أمرًا حيويًا.

وأشار الباحثون إلى أن السبب وراء ارتباط فصيلة الدم A بزيادة خطر الإصابة بالجلطات قد يكون مرتبطًا بعوامل تخثر الدم مثل الصفائح الدموية والخلايا التي تبطن الأوعية الدموية. وتعد جلطات الدم من الأسباب الرئيسية للسكتات الدماغية الإقفارية، حيث تمنع تدفق الدم إلى الدماغ. وقد أظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بتجلط الأوردة العميقة، وهي حالة تؤثر على الساقين.

لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأبحاث المستقبلية تعد أمرًا حيويًا لفهم العلاقة بين فصيلة الدم والسكتة الدماغية بشكل أعمق، حيث يمكن أن تساهم في تطوير أساليب تشخيصية جديدة وأكثر دقة. من خلال دراسة الجينات والعوامل الوراثية المرتبطة بفصائل الدم، يمكن أن يتم تحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية في مرحلة مبكرة من حياتهم، وبالتالي اتخاذ تدابير وقائية أكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الأبحاث قد تساهم في ابتكار علاجات موجهة تساعد في تقليل مخاطر التجلطات المرتبطة بفصائل الدم المختلفة، مما يوفر خيارات علاجية مبتكرة للأشخاص المعرضين للسكتة الدماغية. ومن المتوقع أن تلعب هذه الدراسات دورًا هامًا في تحديد العوامل البيئية والطبية الأخرى التي قد تتفاعل مع فصيلة الدم، مما يسهم في تقديم استراتيجية شاملة للوقاية والعلاج.