وسام صبّاغ جسّد واقع الشباب اللبناني بصرخة ألم في مسلسل "للموت"!

16:15
28-04-2021
أميرة عباس
وسام صبّاغ جسّد واقع الشباب اللبناني بصرخة ألم في مسلسل "للموت"!

"ذلّونا جوّعونا فقرونا، أخدوا منّا كلّ شي حتى كرامتنا أخدوها"، عِبَارة وصّفت الواقع الذي يعيشه المواطن في لبنان حيث جاءت تلك الكلمات ضمن مشهد من مسلسل "للموت" الذي يُعرض خلال الموسم الرمضاني الراهن وهو من تأليف نادين جابر، إخراج فيليب أسمر، إنتاج شركة Eagle Films ، وبطولة ماغي بو غصن، دانييلا رحمة، باسم مغنية، خالد القيش، محمد الأحمد والقديرة صباح الجزائري، مع عدد من نجوم الدراما أمثال: رندة كعدي، أحمد الزين، فادي أبي سمرا، وسام صباغ، كارول عبود، فيفيان أنطونيوس، ختام اللحام، خالد السيد، علي الزين، سليم حلال، رنين مطر، روزي الخولي، ريان حركة وغيرهم.

هذا المشهد الذي إستطاعت من خلاله مؤلّفة العمل نادين جابر تكريس الدراما الواقعيّة من أجل إسقاطها على الواقع اللبناني، ترجمه الممثل وسام صبّاغ بكل حذافيره من خلال شخصية محمود حيث برع في أداء هذا الدور حتى تقمّس وسام هذه الشخصية بكل أدوات الممثل المحترف، وبالرغم من أنّ صبّاغ إشتهر بأدواره الكوميدية إلا أنّه خلع عباءة الكوميديا وقدّم التراجيديا بإحترافية عالية متحدثاً بإسم الشعب اللبناني إذ جسّد واقع الشباب اللبناني وأطلق صرخة ألم، فإستطاع أن يوصل صوتنا جميعاً حينما قال في مشهده المؤثّر بعد إلقاء القبض عليه بتهمة سرقة سيّارة:"ذلّونا جوّعونا فقرونا، اخدوا منّا كلّ شي حتى كرامتنا اخدوها انا سرقت ومنّي ندمان بدكن تحاسبوني حاسبوني بس يا ريت بطريقكن بتحاسبوا السراقين الكبار يلي نهبونا ووصلونا لهون".

هكذا واجه محمود الفساد في مسلسل "للموت" مبرّراً سرقته بأنّها من أجل تأمين العلاج لوالده المريض في وطن يفقد فيه المواطن أبسط حقوقه فلا يضمن حقوق الشباب ولا يؤمّن ضمان الشيخوخة، لذا يقع المواطن اللبناني في حيرة من أمره "هل يبقى متمسّكاً بحضن الوطن الأم ويأبى التخلّي عن أسمى مبادئه حتى يموت من الجوع والمرض أم يسرق من أجل تأمين الدواء والطعام أسوة بكبار الحكّام السارقين؟!"، وفي تساؤل آخر يستهجن محمود بالقول:"هل من العدل أن يُحاسب المواطن "المعتّر" الذي يسرق شيئاً بسيطاً ويبقى الفاسد حراً طليقاً رغم أنّه ينهب ما يحلو له من أموال الشعب والبلد؟".

هذه الإشكالية يطرحها مسلسل "للموت" من خلال شخصية محمود لتصف بذلك وجعنا وتتحدّث عن ثورتنا الحقيقية في وجه الفساد دون التبرير لخطايا السرقة، فهل سيأتي اليوم المنشود حينما يصبح بلدنا آمناً وحكّامنا نزيهين وشعبنا "شبعان" لنجد بذلك الأجوبة المنشودة على أسئلة محمود في المسلسل المذكور؟!