من المستغرب أنّه لا زال هناك تلك الموروثات الاجتماعية في بعض المجتمعات التي تسلب المرأة أبسط حقوقها، وهذا ما ترصده نشرات الأخبار بشكل شبه يومي من وقائع لإضطهاد النساء وصولاً إلى قتلهنّ، ويحاول مسلسل "ع أمل" نقل هذا الواقع في قالب درامي حسب النظرية التي تقول أنّ الدراما هي إنعكاس للواقع. وطريقة معالجته الدرامية، تجعل الجمهور منجذباً ومنتظراً حلقاته المقبلة لمعرفة المزيد من الأحداث التي يشوبها الغموض والتشويق لمعرفة خفايا قصة بطلة العمل "يسار" التي تُقدّمها الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن بعد نجاح باهر حققته في المواسم الرمضانية السابقة بشخصية "سحر" في سلسلة أجزاء مسلسل "للموت". ويسار هي نموذج درامي للأنثى المُعنّفة لكن الظروف حالفتها للنجاة والإرادة ساعدتها لتغيير مصيرها، وهي لا زالت أسيرة تلك الماضي المُعذّب ما يُحتّم عليها أن تخفيه في الظلام الحالك رغم أنها مذيعة تعيش تحت الأضواء.

تحيك خيوط هذه القصة وحبكتها الكاتبة اللبنانية نادين جابر بإدارة إخراجية للمخرج السوري رامي حنا وبإنتاج لشركة إيغل فيلمز. ويشارك في بطولته إلى جانب ماغي بو غصن كل من الممثليْن اللبنانيّيْن عمار شلق وبديع أبو شقرا، الممثل السوري مهيار خضور، ونخبة من نجوم الدراما اللبنانية منهم: نوال كامل، إلسا زغيب، كارول عبّود، ريان حركة، سيرينا الشامي، ماريلين نعمة ... لكل شخصية منها قصة مرتبطة بالبطلة ومحيطها، وهذا التشعّب يزخم الأحداث بالتطوّرات بعيداً عن الرتابة. ففي هذا النوع من المسلسلات التي تحمل رسالة إجتماعية يجب أن تكون القصة هي البطلة أوّلاً وهذا ما يستطيع تقديمه مسلسل "ع أمل" في رمضان 2024 لأنه يلامس "تابو" ويطرحه كمادة درامية دسمة، ومن ثم تأتي باقي العناصر الدرامية في العمل كأداء الممثلين والحوار والتصوير والإدارة الإخراجية... ومع عرض حلقات الأسبوع الأول من مسلسلات رمضان 2024 نستطيع القول أنّ مسلسل "ع أمل" بكل عناصره الفنية حجز لنفسه مكانة لافتة ومميزة بين المسلسلات العربية المشتركة Pan Arab في هذا الموسم.