هذه الموهبة المميزة التي يتمتّع بها خيّاط لم تردعه عن تقديم بعض الأعمال الدرامية التي أخفق فيها مؤخراً خلال مسيرته الفنية، وهذا ليس تقليلاً من شأن أو مكانة باسل فنياً لأنّ هذا الإخفاق تعرّض له كبار نجوم الدراما السينمائية والتلفزيونية، فالممثل باسل خيّاط خلال الموسم الرمضاني المنصرم أي في عام 2020 قدّم مسلسل "النحات" وتعرّض للعديد من الإنتقادات البنّاءة التي إعتبرت أنّ باسل يُكرّر نفسه في تقديم أدوار "سايكو" مع نفحة من الغموض والتشويق البوليسي بأداء مسرحي مبالغ فيه، أما بالنسبة للموسم الرمضاني الحالي، فيطل خيّاط في المسلسل المصري "حرب أهلية" إلى جانب الممثلة يسرا في نص من تأليف أحمد عادل، إخراج سامح عبد العزيز وإنتاج العدل غروب، إذ خرج باسل من الأدوار النمطية التي يُقدّمها مؤخراً ليُجسّد في دوره الجديد شخصية طبيب نفسي يُدعى يوسف لديه جانب من الشر نكتشفه أكثر مع تطوّر الأحداث الدرامية للعمل بشكل تصاعدي حيث قد يُبرّر المُشاهد دوافع الأفعال الشريرة التي يقوم بها يوسف، فلربّما تعرّض في ماضيه لظلم معين ما جعله ينتقم من النساء، فهو يخون زوجته (أروى جودة) مع صديقتها المتزوّجة (سينتيا خليفة)، وقبل ذلك كان متزوّجاً من بطلة العمل د. مريم (يسرا) التي أوهمها بأنّها مصابة بالمرض الخبيث، فإضطرت للقيام بتوكيل عام له لكنه نصب عليها بالإستيلاء على المستشفى الخاصة بها، وكل ذلك قد يكون نتيجة عقدته النفسية إذ أنّ والدة د.يوسف متزوّجة من شاب يصغرها سنّاً حاول التحرّش بشقيقة يوسف إلّا أنّ والدتهما طردتهما من المنزل حينما واجهاها بالحقيقة. وهذا يُعد دوراً مختلفاً حيث يُجسّد باسل دور طبيب نفسي لكنه مصاباً بعقدة نفسية!

في هذا الإطار، يبدو أنّ باسل أصغى جيداً للإنتقادات التي طالته من أهل الصحافة والجمهور الذي يُقدّر أعمال وموهبة خيّاط بعيداً عن فئة "الصفّيقة" التي تُضر بالفنان ولا تنفعه، لذلك لا بد من الإثناء على الخطوة الفنية الجديدة التي يُقدّمها باسل في الموسم الرمضاني لعام 2021 مع ترقّب تطوّر شخصية د. يوسف خلال أحداث مسلسل "حرب أهلية".