مع إنتهاء تشرين، إليكم سرّ العلاقة بينه وبين أغنيات السيدة فيروز!
تتنوّع الأغنيات وتختلف في مواضيعها ويبقى منها ما هو محفور في ذاكرة الجمهور اللبناني والعربي. هناك أغنيات إستطاعت أن تجمع في كلمتها بين الرقي والبساطة في آنٍ معاً مما جعل عباراتها أكثر سلاسة وسهولة فيردّدها معظم الناس. غالباً ما يحرص الشاعر الغنائي على الإبتعاد عن إستخدام ذات العبارات أو الكلمات في أعماله من باب التنوع وعدم الوقوع في فخ التكرار، وهذا هو حال أغنيات السيدة فيروز، إلا أننا نجد قاسماً مشتركاً تكرّر بين عدة أغنيات من أرشيف فيروز ألا وهو عبارة "تشرين".
وبما أننا اليوم نودّع شهر تشرين الثاني سوف نسلّط الضوء على هذه الأغنيات التي نستعرضها في الأسطر التالية:
الأغنية الأولى " بعدك على بالي"، وجملتها الشهيرة : "بعدك على بالي يا زهرة بتشرين يا دهبي الغالي ...."
الأغنية الثانية " كنا نتلاقى" التي تتضمن مقطع غنائي يقول :" ما حدا يعرف بمطرحنا غير السما وورق تشرين ويقل لي بحبك أنا بحبك ويهرب فينا الغيم الحزين".
الأغنية الثالثة "غرّب الحسون" ،ومطلعها جاء فيه: "غرّب الحسون والزنبق تكيو تشرين عم يجمع الزهر الليلكي".
الأغنية الرابعة "ما نام الليل "، يقول مقطع منها: "وحبيبي بعدو حبيبي والنار تزيد نار ينده من فوق ويقول لا تنامي جايي من البرد وكروم التين خايف لتروح بالشوق إيامي صاروا الإيام عا حدود تشرين".
وإذا أردنا التمعّن في معاني هذه الأغنيات نجد أنّ "تشرين" كرّس حالة توصيف الحزن في جميع تلك الأغنيات.
وعلى سبيل المثال، العمل الغنائي الأول الآنف ذكره "بعدك على بالي"، عكس الشعور بالحنين الذي أصاب الحبيب بالألم والحزن، ولم يأتي اللحن كتركيبة على الكلمة تشبه لعبة "Puzzle" إنما جاءت كتوليفة كاملة لتكريس هذا الألم في قلب العاشق وتشبيهه بشهر تشرين الحزين وإذا أردنا أن نقوم بقراءة موسيقية للإيقاع سنجد أنّ اللحن الموسيقي مع كلمة تشرين وُضع على مقام نهاوند اللا La الذي يُعتبر إيقاعاً حزيناً. لذا إنّ سر "تشرين" في أغنيات السيدة فيروز التي ألّفها الأخوين الرحباني تكمن في الصورة الشعرية التي يحملها هذا الشهر من مشاعر حزن حيناً وشجن في حينٍ آخر!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية