أفادت دراسة جديدة بأن تدخين الذكور مبكراً في سن المراهقة يؤدي إلى إتلاف جينات أطفالهم المستقبليين، ويزيد فرص إصابتهم بالربو والسمنة وضعف وظائف الرئة.
أسفر تناول "الشعيرية الحارة"، في شهر ايار/مايو الماضي،عن وفاة مراهق في السابعة عشرة من العمر في مصر، بعد تقليده تحدّياً في "يوتيوب" أكل فيه "الأندومي الحار" بكثرة، ما أثّر في كليتيه ومرارته، فتدهورت صحّته وتوفي بعد خمسة أيام.
قبله، توفيت فتاة في الثالثة عشرة من العمر، في استراليا، بعد مشاركتها في تحدي في "تيك توك" استنشقت فيه أبخرة من عبوات مزيل العرق ما أدخلها في غيبوبة لثمانية أيام وبالتالي وفاتها.
لا يمكن إحصاء أعداد التحديات التي تستهدف ملايين المتابعين في التطبيقات عبر فيديوهات قصيرة، مع إمكانية تعديلها واستخدام المؤثرات عليها، وهي حظيت بشهرةٍ واسعةٍ، لا سيما تلك التي تحتوي على الرقصات والنكات المضحكة والرياضة والجمال، والتي قد تكون أهدافها إيجابية وترفيهية، لكن ما لا يمكن تجاهله هو تلك التحديات الخطرة التي تصبح عدوى متنقلة بين الطلاب والجيل الناشئ.
أخطر ما في هذه التحديات، أنها غالباً ما تتم بعيداً من عيون الأهل ومن دون معرفتهم، فهي تُصوّر في غرف النوم، في المدارس، خلال تجمعات المراهقين وللأسف يتم اكتشافها بعد فوات الأوان.
تهديد بالحظر و"تيك توك" يتجاوب
بعدما شهد تطبيق "تيك توك" حالات وفاة في عدة دول من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، واسكتلندا، وبريطانيا، والمكسيك، واستراليا، وإيطاليا، ومصر، قررت السلطات الأوروبية الأوسع انتشاراً حظر استخدام التطبيق في الاتحاد الأوروبي ما لم تتخذ الشركة الصينية "بايت دانس" المالكة للتطبيق، إجراءات صارمة لمنع القاصرين من مشاهدة المحتوى الخطير.
في هذا السياق، قامت شركة "بايت دانس" بتطوير التطبيق ليسمح للآباء والأمهات منع أطفالهم من مشاهدة محتوى غير مناسب، وتم تطبيق آلية تحذير لأولياء الأمور بعد مرور 60 دقيقة من استخدام الأطفال للتطبيق، علماً أن الأطفال يتمتعون بالقدرة على تزييف أعمارهم للتمكن من استخدام التطبيق.
ومن الملفت للانتباه أنه على الرغم من أن التطبيق أطلق في الصين، ويستخدم باسم "Doyin"، فإنه مفروض عليه قيود محلية صارمة على المحتوى في العديد من التطبيقات، بما في ذلك "فايسبوك" و"واتساب" و"يوتيوب".
وقد أكد تقرير أصدره متخصصون من وزارة الدفاع الأميركية، أن منصة "تيك توك" التي توفر محتوى خطيراً للشباب والمراهقين حول العالم، لا تعمل بهذه الطريقة في الصين، حيث يتم استخدام إصدار محلي يحمل اسم "Doyin"، والذي يحتوي على المزايا نفسها تقريباً، ولكن مع اختلاف جوهري واحد، وهو "وضع المراهقين" الذي يقيّد استخدامهم له. حيث يطلب من المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 14 عاماً استخدام "وضع المراهقين" من أجل حمايتهم، ويقيِّد استخدامهم للتطبيق بـ40 دقيقة يومياً.
كما يسمح الوصول إليهما في الفترة الزمنية ما بين الساعة 6 صباحاً و10 مساءً، وذلك من أجل حماية قسط كافٍ من النوم لصحتهم.
ضبط الاستخدام السيء
تحدث المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عامر طبش، عن الجهتين المسؤولتين عن ضبط الاستخدام السيء للتطبيقات التي تنتشر بين المراهقين وتسبب عادة حالات وفاة أو إصابات خطيرة. حيث يتم التعاقد عبر "اتفاقية" بين جهتين: المنصّة الاجتماعية نفسها والمستخدم. فمثلاً، تمنع المنصة غالبًا استخدام التطبيق لمن هم دون الـ12 عامًا. إلا أن الأهل أنفسهم قد يقومون بفتح حسابات للأطفال وتزوير أعمارهم، الأمر الذي يعرضهم لمحتوى لا يتناسب مع عمرهم ومخاطر استخدامه.
أضاف طبش أن المنصات تتحمل مسؤولية مراقبة التحديات التي يقوم المستخدمون بنشرها، بما في ذلك التحديات التجارية مثل تحديات الأكل وأمور أخرى. فعلى سبيل المثال، فإن تحدي "إشعال النار بالجسد" يمثل خطراً على المراهقين الذين يرونه علاقة "نفسية بالرجولة"، فيما يعد تحدي "كتم النفس" خلال السباحة تحدٍ يتطلب القدرة على التحمل.
مخاوف أمنية واجتماعية
وإذا كانت العديد من الدول الغربية منعت موظفيها الرسميين من استعمال تطبيق "تيك توك" في هواتف العمل، لأسباب أمنية، مثل فرنسا ونيوزيلندا وبلجيكا التي حظرت التطبيق لمخاوف أمنية، كما منع استخدامه من قبل موظفي الحكومة الأميركية والمفوضية الأوروبية وحلف الناتو، إضافة إلى الهند والأردن، فهل ستمنع هذه الدول وسواها هذه التطبيقات لأسباب اجتماعية بهدف حماية أبنائها من تلك التحديات القاتلة؟