في خطوة مفاجئة أثارت تفاعلاً واسعاً، أعلنت الممثلة السورية شكران مرتجى إغلاق حسابيها الرسميين على منصتي “فيسبوك” و”إكس”، وذلك عقب موجة انتقادات حادة طالتها وضيفها المخرج سيف الدين سبيعي، إثر عرض الحلقة الثانية من برنامجها الجديد “أوه لا لا”. الجدل اندلع بعد فقرة تناول فيها الطرفان الأوضاع السياسية الراهنة في سوريا، حيث اعتبر عدد من المتابعين أن الحوار تضمّن “تمجيداً للنظام الحاكم”، خاصة بعد تصريحات سبيعي التي قال فيها إن “تغيير الأشخاص لا يعني سقوط النظام”، مضيفاً أن “ما نعيشه اليوم فرصة نادرة للتعبير”. هذه العبارات أثارت استياء شريحة واسعة من الجمهور، الذين رأوا فيها تماهياً مع خطاب السلطة، ما دفعهم إلى شن حملة انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.شكران مرتجى، التي بدت متأثرة بردود الفعل، نشرت بياناً مقتضباً قبل إغلاق حساباتها، قالت فيه: “لم تكن نيتي إثارة الفتنة أو الإساءة، بل الاعتزاز بانتمائي للشعب السوري. إن كنت قد تسببت في جرح مشاعركم، أرجو أن تقبلوا اعتذاري من القلب”. وأضافت أنها ستأخذ فترة راحة من المنصات الرقمية “حتى تهدأ العاصفة”.الحدث أثار تساؤلات عميقة حول هامش الحرية المتاح في الإعلام السوري، خصوصاً في القنوات الخاصة التي تحاول تقديم محتوى مختلف ضمن بيئة إعلامية شديدة الحساسية. ويطرح الجدل الحالي سؤالاً محورياً حول قدرة البرامج الحوارية على مناقشة القضايا السياسية دون الوقوع في فخ التبجيل أو التحريض، وكذلك حول مسؤولية الفنانين في اختيار الضيوف والمواضيع التي تلامس وجدان الجمهور.من جهة أخرى، لم تصدر القناة أي تعليق رسمي حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ما يزيد من حالة الترقب بشأن مستقبل البرنامج، الذي كان يُروّج له على أنه مساحة حرة للنقاش الفني والاجتماعي.وتبقى هذه الحادثة اختباراً حقيقياً لمدى قدرة الإعلام السوري على احتضان الرأي المختلف، وتقديم محتوى يوازن بين حرية التعبير واحترام الحساسيات المجتمعية، في وقت تتزايد فيه المطالبات بمزيد من الشفافية والمسؤولية في الخطاب الإعلامي.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









