احذروا من الأخطار المرتبطة بـالتكنولوجيا العصبية

11:38
18-04-2024
احذروا من الأخطار المرتبطة بـالتكنولوجيا العصبية

حذّرت منظمة أميركية غير حكومية الأربعاء من الأخطار المتعلّقة بـ"التكنولوجيا العصبية" على عامة الناس، أي تسويق أجهزة قادرة على تسجيل نشاط الدماغ، أو حتى التأثير عليه، من دون ضمانات كافية للمستهلكين.

في التفاصيل، أصدرت ولاية كولورادو بناءً على توصيات هذه المنظمة قانوناً لحماية سرية "البيانات العصبية".

في هذا الإطار، قال المؤسِس المُشارِك لمؤسسة "نورورايتس فاونديشن" جاريد جينسر في مؤتمر صحافي الأمس إن هذا القانون "هو الأول من نوعه في ولاية أميركية وفي العالم بالعموم".

نذكر أن هذه المنظمة غير الحكومية تحاول تنبيه السلطات بالأخطار الناجمة عن "التكنولوجيا العصبية"، على سبيل المثال، عصابات الرأس لتحسين النوم، وسماعات الأذنين التي تساعد على التأمل، وأجهزة استشعار الجمجمة للعب الغولف بشكل أفضل، وسواها.

لا بدّ من الإشارة إلى أن هذه الأجهزة باستطاعتها جمع البيانات الشخصية جداً، وتحليلها بواسطة تطبيق لإبلاغ المستخدم عن أدائه، وفي إمكانها كذلك التأثير على السلوك.

في هذا الصدد، شرح رئيس "نورورايتس فاونديشن" مدير مركز التكنولوجيا العصبية في جامعة كولومبيا عالم الأحياء العصبية رافاييل يوستيه "إن أفكار الفرد وذكرياته وخياله وعواطفه وسلوكه وعقله الباطن تحدث في الدماغ".

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة التي نشرتها المنظمة غير الحكومية الأمس أن الشركات الرئيسية المعنية بهذا المجال، والشركات الناشئة غير المعروفة، تجمع هذه البيانات الخاصة جداً وليس فقط ما تحتاج إليه لمنتجاتها. وبما أن هذه المنتجات لا تستلزم موافقة السلطات الصحية، فهي لا تخضع بالتالي لقوانين الأجهزة الطبية.

كما لاحظت المنظمة أن "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن أغلب هذه الشركات تجيز لنفسها أيضاً التشارك في البيانات العصبية مع أطراف ثالثة غير محددة".

وأعرب المتخصصون عن القلق أيضاً من الأخطار البعيدة المدى.

في هذا السياق، وقال رافاييل يوستيه "عاجلاً أم آجلاً، ستبيع إحدى الشركات أجهزة تحفيز مغناطيسية لتحسين الذاكرة والموجة الثانية من التكنولوجيا العصبية التي تباع لعامة الناس التحكم ستتيح التحكّم في نشاط الدماغ". ونبّه إلى أن هذا الأمر "ليس من قبيل الخيال العلمي"إذ إن تجارب مخبرية مكّنت الباحثين من فك رموز الأفكار البشرية.

حاليّاً، يشهد العلم في هذا المجال تقدماً سريعاً بفضل الغرسات العصبية التي باتت قريبة من التوصل إلى إصدار الإشارات، بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يساعد في ترجمة تلك الإشارات. وتستهدف الأجهزة الموجودة حاليّاً في السوق فئة محدودة، لكنّ شركات التكنولوجيا العملاقة على غرار "META" و"Apple" قد توسّع هذه السوق بشكل كبير لتشمل ربما ملايين الأشخاص.

في هذا السياق، أشار جينسر إلى أن "Apple" تقدّمت أخيراً "بطلب براءة اختراع لربط أجهزة استشعار للتخطيط الكهربية للدماغ (الذي يقيس النشاط الكهربائي للدماغ) بالجيل التالي من سماعات الأذن اللاسلكية +Airpods+".

في الختام، الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا العصبية يفتح الباب أمام تحديات جديدة لحفظ خصوصية البيانات الشخصية وضمان سلامة المستخدمين. تطور الأجهزة العصبية والتقنيات المرتبطة بها يجعل من الضروري مراقبتها بعناية وتنظيمها بشكل صارم لضمان أن يستفيد المستهلكون من فوائدها دون تعريضهم للمخاطر الصحية والخصوصية.