دراسة صادمة توصي بإعدام الحيوانات في المتنزهات لضمان بقاء الأنواع!

14:38
10-01-2025
دراسة صادمة توصي بإعدام الحيوانات في المتنزهات لضمان بقاء الأنواع!

أوصى باحثون في دراسة نشرتها المجلة العلمية الأميركية PNAS بأن تلجأ حدائق الحيوانات إلى إعدام الحيوانات البالغة قبل بلوغها سن الشيخوخة، مع السماح لها بالتكاثر، وذلك من أجل ضبط أعدادها وضمان استدامة الأنواع. ووفقًا للمقال الذي كتبه كل من ماركوس كلاوس، المدير المشارك لعيادة الحيوانات في جامعة زيورخ، والطبيب البيطري ماركو رولر في حديقة كارلسروه، والطبيب البيطري مادس فروست بيرتيلسينس في كوبنهاغن، بالإضافة إلى الباحث أندرو جاي ابراهام، تستخدم حدائق الحيوانات عادة وسائل منع الحمل للحد من نمو الأعداد. لكنهم اقترحوا أن "الحل الأفضل" هو اتباع "حلاً طبيعيًا" لتنظيم أعداد الحيوانات، والذي يتضمن "القتل المخطط والمحترم" كإجراء لضبط الأعداد. ومع ذلك، أقرّ الباحثون بأن هذا الاقتراح قد يواجه رفضًا واسعًا من الجمهور، خاصةً بالنسبة للثدييات التي تحظى بشعبية مثل الزرافات.

بالإضافة إلى ذلك، أشاروا إلى أن رد الفعل الغاضب الذي تسببت فيه حادثة قتل الزرافة ماريوس في حديقة كوبنهاغن منذ عشر سنوات، أثارت ضجة بعدما تم قتلها وإطعامها للأسود، معتبرين أنّ ردّة الفعل كان مبالغًا فيها، مؤكدين أن طول عمر الحيوان ليس بالضرورة أولوية في بيئة الحديقة. وأوضح الباحثون في دراستهم أن استخدام وسائل منع الحمل يضر بالقدرة الإنجابية للحيوانات، كما أن الحيوانات الأكبر سنًا بحاجة إلى رعاية بيطرية مستمرة. ففي الأسر، تعيش الزرافات عمرًا أطول بكثير من تلك التي في البرية، حيث يمكن أن تعيش الزرافة بين 10 إلى 15 عامًا في البرية، ولكنها قد تعيش ضعف هذه المدة في الأسر.

أضافوا أن زوار حدائق الحيوانات، الذين يبلغ عددهم نحو 700 مليون سنويًا، لم يعودوا يدركون دور الموت في دورة الحياة الطبيعية، ويعتقدون أن الحيوانات يجب أن تعيش حتى سن الشيخوخة. وهذا قد يقلل من فاعلية دور حدائق الحيوانات في تعليم الزوار حول تكاثر الأنواع.

وإلى جانب ذلك، توقعت دراسة أخرى انخفاضًا بنسبة 64% في أعداد 137 نوعًا من الحيوانات في حدائق الحيوان في أميركا الشمالية بحلول عام 2050، بسبب تراجع معدلات التكاثر، مما يهدد دورها في الحفاظ على الأنواع. وخلصت الدراسة إلى أن العديد من الأنواع قد تواجه خطر الانقراض بسبب الأنشطة البشرية، ما يجعل من الضروري الحفاظ على أعداد الحيوانات في حدائق الحيوانات نشطة من الناحية التناسلية، لتجنب تحولها إلى مجموعة من الحيوانات المسنّة التي تحتاج إلى رعاية تلطيفية من الأطباء البيطريين.

باختصار، لا شكّ أن الدراسة تعدّ موضوعًا حساسًا للغاية يتعلق بكيفية إدارة أعداد الحيوانات في حدائق الحيوانات وأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي. في حين أن الهدف المعلن هو ضمان استدامة الأنواع وتجنب الانقراض، فإن اقتراح "القتل المخطط والمحترم" يثير العديد من الأسئلة الأخلاقية والعاطفية. من جانب، يمكن أن يُنظر إلى هذا الاقتراح كحل عملي للمشاكل التي تواجهها حدائق الحيوانات في السيطرة على أعداد الحيوانات دون اللجوء إلى وسائل منع الحمل التي قد تكون ضارة بالقدرة الإنجابية للحيوانات. كما أن حديقة الحيوان قد تجد صعوبة في تقديم الرعاية الصحية المناسبة للحيوانات الأكبر سنًا، خاصة في حال كانت هذه الحيوانات تعيش لفترات أطول من الطبيعي في البرية. ولكن من جانب آخر، فإن فرض "القتل المخطط" قد يثير استياء كبيرًا من الجمهور، خاصةً في المجتمعات التي ترى في الحيوانات كائنات ذات حقوق وكرامة. قد يشكل هذا النوع من السياسات تهديدًا لصورة حدائق الحيوانات، وقد يتسبب في فقدان الثقة من قبل الزوار الذين يتوقعون أن توفر الحدائق بيئات آمنة ورعاية متكاملة للحيوانات.

بشكل عام، الأمر يتطلب توازنًا دقيقًا بين الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية حقوق الحيوانات، إلى جانب ضرورة إيجاد حلول مستدامة طويلة الأمد تتجنب تداعيات قد تكون غير مرغوبة، سواء على المستوى الأخلاقي أو الاجتماعي.