الزراعة التجديدية على طاولة COP16 ... حل واعد لمكافحة التصحر

12:59
11-12-2024

تصدرت الزراعة التجديدية جدول أعمال مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16 الذي يُعقد في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض حتى الجمعة. وناقش المؤتمر هذه التقنية بوصفها حلًا واعدًا للحد من تدهور الأراضي ومواجهة تغير المناخ، رغم التحديات المتعلقة بضعف التمويل.

نذكر أنّ الزراعة التجديدية هي نهج زراعي يهدف إلى تحسين صحة التربة واستعادة خصوبتها بشكل مستدام، مع تعزيز التنوع البيولوجي وتقليل التأثيرات البيئية الضارة. تعتمد هذه الطريقة على ممارسات زراعية تعمل على إصلاح التربة بدلاً من استنزافها، مما يساهم في مواجهة تحديات مثل تدهور الأراضي وتغير المناخ.

في التفاصيل، أوضحت برافينا سريدهار، رئيسة قسم العلوم والتكنولوجيا في "حركة إنقاذ التربة"، والمشارِكة في مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16 في الرياضأن الزراعة التجديدية تهدف إلى تعزيز التنوع البيولوجي للتربة وتحسين قدرتها على الصمود أمام الظروف المناخية القاسية. وأشارت إلى أن ممارسات مثل زراعة الأشجار واستخدام البقوليات تساعد التربة في الاحتفاظ بالمياه وتحمل الجفاف، فضلاً عن دورها في تحسين الإنتاجية الزراعية وامتصاص الكربون.

والجدير ذكره أنّ الزراعة التجديدية تُعدّ نهجًا زراعيًا مبتكرًا يهدف إلى استعادة صحة التربة وتحسين بنيتها من خلال زيادة الكائنات الحية الدقيقة، مما يُعزز خصوبتها ويزيد الإنتاجية الزراعية وجودة المحاصيل. تساعد هذه الطريقة في مواجهة تغير المناخ عبر تحويل التربة إلى مخزن للكربون، ما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة. كما تعزز المرونة الزراعية بتمكين المزارع من تحمل الظروف المناخية القاسية كالجفاف، وتساهم في حماية التنوع البيولوجي من خلال توفير بيئة داعمة للكائنات الدقيقة والنباتات والحيوانات. تعتمد الزراعة التجديدية على ممارسات أساسية مثل تقليل حرث التربة، وزراعة محاصيل تغطية، والتناوب في المحاصيل، وإضافة المواد العضوية، وزراعة الأشجار والبقوليات. يأتي تطوير هذا النهج استجابة لارتفاع معدلات تدهور التربة عالميًا بسبب الزراعة المكثفة، والحاجة إلى زراعة مستدامة تلبي الطلب المتزايد على الغذاء، ودورها الحيوي في استعادة الأنظمة البيئية. تمثل الزراعة التجديدية أداة أساسية لمستقبل زراعي مستدام، يحقق الأمن الغذائي، ويحافظ على الموارد الطبيعية، ويعزز قدرة المجتمعات الزراعية على التكيف مع التحديات البيئية المتزايدة.

بالإضافة إلى ذلك، أكّدت سريدهار أن الزراعة التجديدية تتجاوز مفهوم إعادة التحريج عبر تغطيتها لمجموعة واسعة من الممارسات التي تعزز خصوبة التربة وتحسن القيمة الغذائية للمحاصيل. وأشارت إلى أن التربة المتدهورة تُعدّ مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات الغازات الدفيئة بسبب الزراعة المكثفة، بينما يمكن للتربة الصحية المساهمة في الحد من تغير المناخ عبر امتصاص الكربون. ولتشجيع الاستثمار في تجديد التربة، دعت سريدهار إلى خفض الحواجز التمويلية أمام الدول النامية، من خلال دعم مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وأبرزت تجربة الهند كنموذج ناجح، حيث ساعدت المبادرات الممولة أكثر من ربع مليون مزارع في تبني ممارسات مستدامة مثل الزراعة الحرجية.

وأكدت المتحدثة على ضرورة تكامل الاتفاقيات البيئية الأممية لتعظيم الأثر الإيجابي. وأوضحت أن إصلاح التربة يساهم أيضًا في تحسين المياه والتنوع البيولوجي، داعية إلى نهج شامل لمعالجة التحديات البيئية العالمية.

وهذا ما يرمي إليه مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16 في الرياض.

ختامًا، تسلط مناقشات مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16 في الرياض الضوء على أهمية الزراعة التجديدية كنهج مستدام لمواجهة تحديات تدهور الأراضي وتغير المناخ. ومع التقدم المحرز في تطبيق هذه الممارسات، تبرز الحاجة الملحة لتوفير التمويل والدعم السياسي لضمان تحقيق التحول المنشود في النظم الزراعية عالميًا. إن الاستثمار في صحة التربة لا يعزز الإنتاجية الزراعية فقط، بل يساهم أيضًا في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.