في حلقة جديدة لبرنامج أحلى ناس من تقديم رابعة الزيات عبر شاشة الجديد، تمّت إستضافة النجم العربي وليد توفيق الذي تناول الحديث عن العديد من الشؤون الفنية والشخصية والإجتماعية بكامل عفوية وشفافية كما عهدناه في كافة مقابلاته فضلاً عن تقديمه لعدة أغنيات من أرشيفه.

إستهل الفنان وليد توفيق هذه الحلقة بأغنية تحمل إسم البرنامج "أحلى ناس" ففاجأ بها مقدمة البرنامج التي سألته بدورها في بداية المقابلة :"لماذا لم تخبرني مسبقاً عن هذه الأغنية؟" فهدّدها توفيق ممازحاً :"إذا زعلتِ رح فل". فطلب من الجمهور التصفيق له بحرارة كي يعود إلى كرسيّه.
ليبدأ بعدها النجم العربي في التطرق للعديد من المواضيع. ولقد عاد في الذاكرة إلى الوراء وتحديداً مرحلة الطفولة حيث استذكر والدته ووالده الذي وصفه بعبارة قاسي وحنون في الوقت عينه وهو رجل عسكري، كما أثنى على موهبة والدته في الغناء،
وكان يقول لشقيقه "في يومٍ ما صُوَري ستُعلّق على الجدران وسأصبح مشهوراً"!
وأعرب عن أنّه كان كل همّه إسعاد أهله في صغره وكان يحلم بالفن ولديه شغف في ذلك ولم يكن همّه تجميع الأموال من الفن.

ومع العودة إلى الذكريات، عُرض تقريراً مصوّراً تحت عنوان "مشاهد من الذاكرة لوليد توفيق" حيث تضمّن لقطات من أبرز مشاهد أفلامه وتلاها خلال الحلقة تقديم توفيق ميدلي لأهم أغنيات أفلامه مثل ستة أكتوبر.

ولقد عُرض فيديو مصوّر آخر، أطلّت خلاله الممثلة إيفون التي إشتهرت مؤخراً بالأدوار الكوميدية، ووجّهت سؤالاً للنجم العربي عن سبب توقّفه عن تقديم الأعمال التمثيلية رغم نجاحه فيها وطلبت منه أن تتعاون معه في فيلم جديد، فعبّر وليد عن محبته لها ووعدها بأنّه سيحقّق طلبها إن قرّر العودة إلى التمثيل.

وضمن هذا الإطار، تحدث الضيف المميّز عن سبب إنقطاعه عن التمثيل، فصرّح بأنّ الأفلام السينمائية التي قدّمها أجبرته على المكوث خارج لبنان كثيراً فشعر بالحنين للعودة والتركيز أكثر على أغنياته وحفلاته رغم أنه عُرض عليه عشر نصوص بين الأفلام والمسرحيات لكنه وصفها بالأعمال التجارية التي تستغل إسم وليد توفيق فرفضها، وهو يحبّذ أن يقدم أعمال لها قيمة فنية مع الحفاظ على المستوى الفني الذي حققه خلال مشواره.

وكشف سراً عن فيلمه الأشهر "سمك بلا حسك" مع القدير دريد لحام وصباح الجزائري حيث صرّح بأن هذا الفيلم من إنتاجه مع سمير عنان، وخلال التصوير لم يعُد لديه المال الكافي لإستكمال إنتاج الفيلم فإضطر لإحياء حفلات غنائية لمدة عشرة أيام وتجميع الأموال منها لإنتاج هذا العمل السينمائي.
وإستكمل:"مكانتي الفنية آنذاك كانت تسمح لي أن أحيي حفلات في أي دولة عربية متى شِئت وكان لديّ القرار بأن أوافق أو أرفض أي فنان يشاركني الحفل."
وتابع :"اليوم رغم أنه أصبح هناك جيل فني جديد وأسماء مهمة لكنني أحمد الله على أنني أستطعت الإستمرارية لمدة أربعين عاماً."

في مقلب آخر، كشف النجم العربي عن عمره الحقيقي خلال حديثه عن أغنية "لا تقولي عمري خمسين"، ألا وهو ثلاثة وستين عاماً، وصرّح بأنه تعمّد إطلاق أغنية خاصة بالرجال البالغين من العمر خمسين سنة لكي يؤكّد على أنّهم تماماً كالشباب يعشقون ويغارون، وحينما سألته هنا رابعة عمّا لو كان يُواسي نفسه بهذه الأغنية فمازحها قائلاً :"بعد كل يلي عندي وبدي واسي حالي"!

وخلال الحلقة عيْنها، غنّى النجم العربي مع نجمة The Voice Kidsلين الحايك أغنيته "سلملي عالقمر" وبعدها قدّمت لين منفردة مقطعاً من أغنية كوكب الشرق أم كلثوم "دارت الأيام". بعدها كشف توفيق عن مشروع غنائي يفكّر في تقديمه مع لين ألا وهو عبارة عن ديو غنائي يتمحور موضوعه حول الأب وإبنته حينما يسألها عن قصة حب تعيشها وهذا العمل من ألحانه وكلمات نادين الأسعد.
من ناحية أخرى، تحدّث وليد عن أغنية "الشيشة يا معلمة" التي ينسبها الراحل حسن ابو السعود له إلا أن توفيق صرح بأنه لاحقاً إكتشف كونْها فلكلور إسكندراني وقد قدّمها توفيق بصوته، وكشف أنه ذات مرة نصحه الفنان الراحل جورج يزبك لتسجيل هذه الأغنية بصوته لكنه رفض ذلك معتبراً أنه قدم أعمال غنائية أخرى أكثر قيمة فنية وإكتفى بتقديم هذه الأغنية على المسرح خلال الحفلات، فحينها طلب يزبك أن يقتبس من هذه الأغنية عملاً آخر ألا وهو أغنية الفنانة مايا يزبك المعروفة"حبيبي يا عيني".
وخلال سياق الحلقة، تمّ عرض صور للعديد من الفنانين، وتحدث توفيق عن بعضٍ منهم. فأشار النجم العربي إلى أنّ الراحل عبد الحليم حافظ "أستاذي في الاحساس والنجومية والتفاني لفنه" بحسب وصفه، أما عن الموسيقار الراحل ملحم بركات فقال:"أبو مجد حبيبي وفي بداياتي قدّم لي أجمل الأغنيات"، وعن سلطان الطرب وجورج وسوف علّق:"أبو وديع صديق عمري وقدّمت له مؤخراً لحنيْن".
وبالحديث عن كل من الوسوف وبركات، قدّم النجم العربي مطلعاً غنائياً لإحدى الأغنيات الجديدة التي لحّنها للوسوف. كما عقّب على تصريح الفنان وائل جسار بإعتزال الوسوف قائلاً: "جسار قالها عن نية طيبة وهو في بداياته تأثّر بالوسوف أما اليوم أصبح له مكانة فنية مهمة لكن أعترض على أن يقول أحد لفنان إعتزِل."
أيضاً عُرضت مقابلة قديمة للراحل ملحم بركات يتحدث فيها عن عمله مع النجم العربي وليد توفيق عبر أغنية "أبوكي مين يا صبية"، وبإبتسامة عريضة أخفى وليد توفيق دمعته حينما إستمع لهذه المقابلة التي يقول فيها بركات :"هذه الأغنية كانت خيراً علي وهذا بفضل وليد توفيق وشفيق المغربي لأقف على قدميّ مجدداً بعدما كنت أعاني من الإفلاس المادي." فتقاضى أجر خمسين ليرة على هذا اللحن.
وحينما سُئل عن المنافسة بينه وبين الوسوف وبركات أجاب: " بالطبع كانت المنافسة موجودة لكننا أيضاً أصدقاء مقربين جداً."

وعن حياته الشخصية، تطرّق لموضوع الأصدقاء إذ تحدّث عن مدى صعوبة تواجد أصدقاء حقيقيين خاصة في الوسط الفني، وأضاف:"العود رفيقي الذي لا يخون". وأمسك بالعود لكي يدندن بالغناء خلال الحلقة.
وعن علاقته بزوجته ملكة جمال الكون السابقة جورجينا رزق إعترف وليد بأنه كان معترضاً على الزواج وكان هدفه الأوحد هو الفن فقط، لكن الصدفة جمعته مع جورجينا وتزوّجا، وقال :"زوجتي ست رائعة وهي أجمل من الأول". من ثمّ تم إستضافة رجل يُدعى أسامة من فانز النجم العربي منذ سنوات بعيدة وأصبح اليوم من أقرب المقربين له، بالإضافة إلى ذلك أعرب توفيق عن خوفه من المرض ويتمنى أنه لو وصل لعمر المئة يريد تمضيته مع أولاده وأحفاده.
وختم الحلقة على أنغام Happy Birthdayعلى طريقة الفنان وليد توفيق في أغنية "إنزل يا جميل" كما قدّم أغنية "إيه العظمة". فكانت الحلقة مع النجم العربي مليئة بالطرب والتصريحات الراقية والشفّافة.