نجاح أول علاج نفسي لضحايا التنمّر

10:48
24-08-2024
نجاح أول علاج نفسي لضحايا التنمّر

نشرت المجلة الدولية لاضطرابات الطعام "International Journal of Eating Disorders" في نهاية تموز يوليو الجاري دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية الطب في جامعة ييل، والتي قدمت أول علاج نفسي موجه للأطفال المتعرضين للتنمر، وخصوصًا التنمر المتعلق بالوزن.

في الماضي، ركزت الجهود على تقليص التنمر ومنع حدوثه في المدارس، بينما تم إغفال معالجة الأطفال الذين تأثروا بشكل مباشر. وتستند الدراسة إلى فرضية أن التنمر يمكن معالجته مثل الصدمات النفسية الأخرى، حيث تعامل الباحثون مع التنمر باعتباره نوعًا من الصدمة. واستخدموا العلاج السلوكي المعرفي المخصص للصدمات، المعروف باسم "التحليل السلوكي المعرفي الموجه للصدمة" (trauma-focused cognitive-behavioral therapy)، وطبقوه على 30 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا، والذين تعرضوا للتنمر المتعلق بالوزن، سواء بسبب السمنة المفرطة أو النحافة المبالغ فيها.

وبعد ثلاثة أشهر من الجلسات العلاجية الأسبوعية، أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في أعراض اضطرابات الطعام لدى المشاركين. وتم تسجيل انخفاض إكلينيكي في حدة الأعراض، وتقلصت المخاوف المرتبطة بصورة الجسد لدى معظم المشاركين، مثل المبالغة في تقدير الوزن والمشاكل المتعلقة بالشكل العام للجسم. كما أظهرت الدراسة أن العلاج ساعد في تحسين الأعراض المرتبطة بالصدمة، مثل القلق والتوتر، وكذلك اضطرابات الأكل كالأكل العاطفي والامتناع عن الطعام.

عادةً ما يُستخدم العلاج السلوكي المعرفي الموجه للصدمة لعلاج حالات مثل الإيذاء الجسدي أو الاعتداء الجنسي. لكن الباحثين أدرجوا التنمر ضمن الصدمات النفسية، نظرًا لتأثيره التراكمي الذي يؤدي إلى مستويات من القلق والمخاوف تعادل تلك التي تنجم عن الصدمات الكبرى.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح الباحثون أن التنمر خلال فترة المراهقة يحمل آثارًا مدمرة بسبب التركيز المكثف على العلاقات بين الأقران وتقدير الذات. وأشاروا إلى أن المراهقين، الذين يبدأون في الابتعاد عن حماية الوالدين والاندماج في أنشطة جديدة، يكونون أكثر عرضة لتأثيرات التنمر على صحتهم النفسية.

تضمن العلاج الاستماع إلى تجارب المراهقين مع التنمر، ومساعدتهم على إدراك أن مشكلات اضطرابات الطعام ليست سوى عرض للتنمر. وبمعالجة السبب الأساسي، يصبح من الأسهل تعديل السلوكيات الغذائية غير الصحية.

حذر الباحثون من التقليل من شأن التنمر المتعلق بالوزن، خاصة خلال فترة المراهقة، نظراً لتداعياته السلبية المحتملة على الصحة النفسية والجسدية. أشاروا إلى أن التنمر يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، وفقدان القيمة الذاتية، وأحيانًا حتى محاولات الانتحار. كما يمكن أن يسبب مشكلات صحية مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

دعت الدراسة إلى ضرورة التصدي للتنمر بشكل فعال، ومعالجة ضحاياه بدلاً من الاكتفاء بالوقاية. كما أوصت بنشر الوعي حول الوزن المثالي للصحة والجمال، وتشجيع الطلاب على التحدث عن مشكلاتهم النفسية مع المتخصصين. كما نصحت الباحثون الآباء بدعم أبنائهم المراهقين بلا شروط، وتقبلهم كما هم، بغض النظر عن أوزانهم.