أفادت صحيفة Daily Mail والجزيرة أن شركة كوكاكولا أصدرت استدعاءً عاجلاً لمنتجاتها بعد ظهور مخاوف من احتمال احتوائها على "مستويات أعلى" من مادة الكلورات الكيميائية، وسارع المتحدثون باسم الشركة إلى التأكيد على أن الخطر المُحتمل يعد منخفضاً.

وبغض النظر عن قضية الكلورات، فإن تناول المشروبات الغازية مثل كوكاكولا وبيبسي وغيرها بانتظام يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الأضرار الصحية، حيث يُظهر البحث أن شرب علبة واحدة يومياً قد يؤثر على الجسم بعدة طرق منها:

زيادة خطر السمنة: يرتبط الاستهلاك المنتظم للمشروبات السكرية بزيادة الوزن والسمنة.
ارتفاع خطر الإصابة بالسكري: تشير الدراسات إلى أن حتى مشروباً واحداً يومياً يمكن أن يُرفع من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
تأثير سلبي على العظام: يؤدي حمض الفوسفوريك الموجود في هذه المشروبات إلى استنزاف الكالسيوم من الجسم، مما يجعل العظام أكثر هشاشة وزيادة خطر الكسور.
تهييج المعدة: يساهم ارتفاع نسبة الكربونات في المشروبات في تهييج بطانة المعدة، وقد يتفاقم ذلك لدى الأشخاص المصابين بالتهابات أو قرحة المعدة.
تأثير على نسبة الدهون والكوليسترول: ثبت أن المشروبات الغازية تخفض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتزيد من مستويات الدهون الثلاثية، مما يزيد من مخاطر أمراض القلب.
زيادة خطر سرطان الكبد: أظهرت بعض الدراسات أن النساء اللاتي يستهلكن مشروبات غازية محلاة بالسكر يومياً يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد بنسبة تصل إلى 85%.
مشاكل الجهاز الهضمي: يحذر خبراء التغذية من أن الاستهلاك المفرط لهذه المشروبات قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية مثل الإمساك والإسهال، خاصةً عند تناول المشروبات الخالية من السكر التي تحتوي على محليات صناعية كالأسبارتام.

في هذا الإطار، تؤكد الدكتورتان إليزابيث كو وإيف جلازير من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وجود علاقة واضحة بين استهلاك المشروبات السكرية والعديد من المشاكل الصحية، بدءاً من السمنة واضطرابات تنظيم نسبة السكر في الدم وصولاً إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. كما أن بعض الدراسات الحديثة تُظهر أن حتى المشروبات الغازية الخالية من السكر قد تُحفز الشهية وتُعيق عملية التمثيل الغذائي، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن ومضاعفات صحية مشابهة. بناءً على هذه النتائج، ينصح خبراء التغذية والباحثون بالحد من استهلاك المشروبات الغازية والبحث عن بدائل أكثر صحة لتفادي هذه المخاطر الصحية المتعددة.

إن هذه النتائج تسلط الضوء على ضرورة إعادة النظر في عادات الاستهلاك الغذائي وتأثيرها على الصحة العامة، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث في بدائل أكثر أماناً وصحية للمشروبات الغازية التقليدية. ومع تزايد الوعي الصحي، يمكن للباحثين وصناع السياسات تطوير استراتيجيات توعوية وتنظيمية تساهم في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بهذه المنتجات. كما يُشجع هذا النقاش على الابتكار في صناعة المشروبات بحيث تتبنى تقنيات وصيغ جديدة تقلل من المحتويات الضارة وتضمن فوائد غذائية أفضل، مما يدعم الجهود المبذولة نحو تحقيق مستقبل صحي أكثر توازناً للمجتمع.