كورونا سرّع شيخوخة أدمغة المراهقين!

13:54
11-09-2024
كورونا سرّع شيخوخة أدمغة المراهقين!

وثَّقت دراسة حديثة تأثيرات وباء "كورونا" على صحة المراهقين العقلية وحياتهم الاجتماعية، مشيرة إلى أن الجائحة قد تسببت في تسارع شيخوخة أدمغة بعض المراهقين بشكل ملحوظ. ووفقًا للدراسة التي نُشرت يوم الاثنين في مجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم»، فإن الأدمغة نمت بشكل أسرع بنحو 4.2 سنة لدى الفتيات و1.4 سنة لدى الأولاد في المتوسط.

ولا شكّ أن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها التي تركز على الفروقات بين الجنسين في تسارع شيخوخة الدماغ خلال فترة الوباء، وتضيف إلى بحثين سابقين حول تأثير جائحة "كوفيد-19" على المراهقين.

من جهتها، أكدت الدكتورة باتريشيا ك. كول، وهي مؤلفة الدراسة والمديرة المشاركة لمعهد التعلم وعلوم الدماغ في جامعة واشنطن، عبر البريد الإلكتروني لشبكة «CNN» أن النتائج تشكل جرس إنذار بشأن هشاشة دماغ المراهقين، مضيفة: "المراهقون بحاجة إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى."

كما تطرقت الدراسة إلى أن فترة المراهقة تشهد تطورات اجتماعية وعاطفية كبيرة، بالإضافة إلى تغييرات ملحوظة في بنية الدماغ. وقد بلغ سُمك القشرة المخية ذروته في الطفولة، ليبدأ في الانخفاض تدريجياً خلال فترة المراهقة ويستمر في الانخفاض طوال العمر.

نفيد بالذكر أنّ الباحثون كانوا يهدفون في البداية إلى متابعة نمو دماغ المراهقين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، بدءاً من عام 2018، على أن يتم التقييم الثاني في عام 2020. لكن الوباء أدى إلى تأخير هذا التقييم لفترة تراوحت بين ثلاث إلى أربع سنوات. وشمل البحث 130 مراهقاً من ولاية واشنطن تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عاماً، وتم استبعاد من لديهم اضطرابات نفسية أو يستخدمون أدوية نفسية.

واستفاد الباحثون من بيانات التصوير السابقة للوباء لتطوير نموذج معياري لكيفية تطور 68 منطقة من الدماغ خلال فترة المراهقة، وقارنوا بين هذه البيانات ونتائج التصوير بعد الوباء لمعرفة مدى انحرافها عن التوقعات. يشبه هذا النموذج المعياري المخططات المستخدمة في طب الأطفال لتتبع نمو الطول والوزن عند الأطفال الصغار.

كذلك، أظهرت الدراسة تسارع ترقق القشرة المخية في أدمغة المراهقين بعد الجائحة، حيث تأثر 30 منطقة من الدماغ لدى الفتيات، بينما تأثرت منطقتان فقط لدى الأولاد. وبلغت نسبة انتشار الترقق في الفتيات 43%، مقارنة بـ6% في الأولاد.

وفي سياق تعليقه على الدراسة، قال الدكتور ماكس ويزنيتزر، وهو أستاذ طب الأطفال وعلم الأعصاب في جامعة كيس ويسترن ريزيرف، إن الدراسة تُضيف إلى المعرفة في هذا المجال، لكنها ليست اكتشافاً جديداً بحد ذاتها.

أمّا الدكتور إيان غوتليب، وهو مؤلف دراسة سابقة حول الموضوع ومدير مختبر ستانفورد للنمو العصبي والعاطفي، أضاف أن نتائج الدراسة الحالية تُظهر اتجاهاً مشابهاً لما وجده في دراسته، لكن العينة قد تكون صغيرة جداً للتوصل إلى استنتاجات قوية.

كذلك، أشارت كول إلى أن العامل الآخر الذي لا يزال مجهولاً هو ما إذا كانت هذه التأثيرات على الدماغ دائمة. وأضافت: "لا يمكن للدماغ أن يتعافى ويصبح أكثر سُمكاً، ولكن يمكننا معرفة ما إذا كانت أدمغة المراهقين تتعافى بعد انتهاء الوباء من خلال متابعة ترقق الدماغ بشكل أبطأ." وخلصت إلى أن هذا هو مجال البحث المستقبلي الذي يمكن استكشافه.