دواء جديد يقلب موازين علاج تضيق الصمام الأبهري!

9:34
26-02-2025
دواء جديد يقلب موازين علاج تضيق الصمام الأبهري!

توصل باحثون أميركيون إلى دواء جديد يُسمى "أتاسيغوات" (Ataciguat)، الذي قد يُقلل الحاجة إلى جراحات استبدال الصمام الأبهري، وهي واحدة من أكثر الجراحات شيوعاً لعلاج تضيق الصمام الأبهري. وتم نشر النتائج في دورية "Circulation" يوم الاثنين، حيث أوضح الباحثون من مستشفى مايو كلينك أن هذا الدواء قد يُحدث ثورة في التعامل مع أمراض صمامات القلب.

في التفاصيل، يُعتبر تضيق الصمام الأبهري حالة صحية خطيرة تؤثر على أكثر من 1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة وملايين آخرين في أنحاء العالم، ويحدث بسبب تراكم ترسبات الكالسيوم على الصمام، مما يعيق تدفق الدم ويزيد من عبء القلب، ويتسبب في أعراض خطيرة مثل ضيق التنفس، التعب، وألم الصدر.

حالياً، يعتمد العلاج على مراقبة المرض حتى يصل إلى مرحلة متقدمة تتطلب استبدال الصمام عبر الجراحة المفتوحة أو باستخدام القسطرة للمرضى الذين لا يستطيعون الخضوع للجراحة التقليدية. ورغم نجاح هذه العمليات، يحتاج المرضى الأصغر سناً إلى استبدالات متكررة بسبب التكلس المستمر للصمام الجديد.

وعلى مدار العقد الماضي، اكتشف الفريق أن "أتاسيغوات" يعيد تنشيط مسار بيولوجي حيوي يساعد في منع تكلس الصمام الأبهري. وفي التجارب المخبرية، تم تباطؤ تقدم المرض بشكل ملحوظ حتى عندما بدأ العلاج بعد ظهور التكلس. أما في التجارب السريرية على المرضى الذين يعانون من تضيق الصمام الأبهري المعتدل، أظهرت نتائج العلاج بجرعة يومية واحدة من "أتاسيغوات" أنه آمن وجيد التحمل، مع آثار جانبية طفيفة مقارنة بالعلاج الوهمي. وأظهرت نتائج المرحلة الثانية من التجربة التي شملت 23 مريضًا أن العقار قلل من معدل تقدم تكلس الصمام بنسبة 69.8٪ خلال ستة أشهر، مع تحسن ملحوظ في وظائف عضلة القلب.

من جهته، قال الدكتور جوردان ميلر، الباحث الرئيس في الدراسة ومدير مختبر أمراض القلب والشيخوخة في مايو كلينك، إن هذا البحث يمثل تطورًا مهمًا في علاج تضيق الصمام الأبهري، وأضاف أن "أتاسيغوات" يمكن أن يؤخر أو يمنع الحاجة إلى جراحة استبدال الصمام، مما قد يحسن حياة ملايين المرضى حول العالم.

ويُعتقد أن التأثير المحتمل لهذا العقار قد يتجاوز مجرد تأخير الجراحة، إذ يمكن أن يكون له فائدة خاصة للمرضى الأصغر سناً الذين يعانون من تطور سريع للمرض أو لديهم عيوب خلقية في الصمام. في الحالات التي تتطلب استبدال الصمام قبل سن 55 عامًا، قد يتطلب الأمر عمليات متعددة بسبب إعادة تكلس الصمام المزروع. ومع تأثير "أتاسيغوات" في تباطؤ التكلس، يمكن لهؤلاء المرضى الانتظار حتى سن 65 عامًا قبل الحاجة إلى جراحة واحدة فقط. ويخطط الباحثون حاليًا للمرحلة الثالثة من التجربة السريرية التي ستكون حاسمة لتحديد مدى فاعلية وسلامة هذا العلاج الجديد.

في الختام، يُعد دواء "أتاسيغوات" خطوة هامة نحو تغيير طريقة التعامل مع تضيق الصمام الأبهري، ويعِد بتوفير حلول علاجية مبتكرة قد تقلل من الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة وتساعد في تحسين نوعية حياة المرضى. إذا أثبتت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية فعاليته، فقد يمثل هذا العلاج تقدماً كبيراً في مجال طب القلب، مما يسهم في تقديم خيارات علاجية أكثر أماناً وفعالية للمصابين بتضيق الصمام الأبهري في جميع أنحاء العالم.