دراسة: وسائل التواصل الاجتماعي لا تؤثر على صحتك العقلية!
أظهرت دراسة حديثة أن الاستخدام المطول لوسائل التواصل الاجتماعي ليس مرتبطًا بشكل كبير بالصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق والتوتر.
وكشفت دراسة أخرى، نُشرت مؤخرًا، أن الرجال قد يطورون هواجس غير صحية بشأن اللياقة البدنية إذا كانوا يولون اهتمامًا مفرطًا للإعجابات والتعليقات على منشوراتهم، وفقًا لما ذكره موقع "New Atlas" نقلاً عن مجلة "New Media & Society" ونشرته "العربية".
وفي مجتمع اليوم سريع الخطى، تعرضت وسائل التواصل الاجتماعي لانتقادات واسعة. دراسات سابقة أظهرت أن التعرض المفرط لهذه المنصات يسبب مشاكل في النوم والاكتئاب، وقد يؤدي إلى تغييرات في أدمغة الأطفال.
لكن في دراسة حديثة أجراها باحثون من كلية الصحة السكانية في جامعة كيرتن الأسترالية، تم التوصل إلى نتائج تدحض هذه التصورات السلبية. وأظهرت الدراسة أن الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي لا يرتبط بشكل كبير بمؤشرات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والتوتر.
من جهته، أشار كلوي جونز، الباحث الرئيسي في الدراسة، إلى أن التحليل الموضوعي لبيانات الوقت الذي يقضيه الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي لا يظهر تأثيرات كبيرة على صحتهم العقلية. وأضاف أن النتائج أظهرت ارتباطات ضعيفة أو معدومة بين استخدام منصات التواصل الاجتماعي والتأثيرات النفسية السلبية.
وشارك في الدراسة 425 متطوعًا، غالبيتهم من الإناث في العشرينات من العمر. بدلًا من الاعتماد على تقارير ذاتية، تم قياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل موضوعي عن طريق تتبع الوقت الذي يقضيه المشاركون على منصات فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك وتويتر عبر هواتفهم الذكية لمدة أسبوع.
كما استخدم الباحثون مقياس الاكتئاب والقلق والتوتر (DASS-21) لقياس الحالة العاطفية للمشاركين. وأكدوا أنه عند مقارنة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمستويات الاكتئاب والقلق، كانت الارتباطات ضعيفة للغاية.
وأوضح باتريك كلارك، عالم النفس في جامعة كيرتن، أن بعض المنصات أظهرت تأثيرات مختلفة. فمثلاً، كان هناك ارتباط طفيف بين استخدام فيسبوك وزيادة مستوى الضيق النفسي لدى المستخدمين، بينما لوحظ تحسن طفيف في التركيز لدى مستخدمي تيك توك، رغم أن هذا قد يكون بسبب العمر الأصغر للمستخدمين.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج لا تعني أن وسائل التواصل الاجتماعي خالية من التأثيرات على الصحة العقلية. ففي بعض الحالات، يمكن أن تساعد هذه المنصات في تعزيز الاتصال المجتمعي للأشخاص الذين يعانون من العزلة. ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط لمنصات مثل إنستغرام قد يزيد من القلق بشأن صورة الجسم لدى المستخدمين.
وفي دراسة منفصلة، تم فحص تأثير منصتي تيك توك وإنستغرام على تصورات الرجال لأجسامهم. توصلت الدراسة إلى أن هذه المنصات قد تزيد من الهواجس غير الصحية بشأن الجسم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحصول على جسم رياضي ورشيق. أمّا الباحثون في هذه الدراسة لاحظوا أن الرجال الذين يولون اهتمامًا كبيرًا للإعجابات والتعليقات على منشوراتهم المتعلقة باللياقة البدنية أكثر عرضة للإصابة بما يُسمى "خلل التشوه العضلي"، وهو اضطراب نفسي يجعل الشخص يعتقد أن جسده ضعيف رغم أنه في الواقع قوي ومتماسك. كما دعا الباحثون إلى زيادة الوعي بالمخاطر النفسية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن الضغط لتحقيق المثل العليا لجسم مثالي عبر الإنترنت قد يؤدي إلى سلوكيات ضارة مثل الإفراط في التمرين أو القيود الغذائية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية