دراسة صادمة: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد أعراض الصدفية!

11:15
07-12-2024
دراسة صادمة: الأطعمة فائقة المعالجة تزيد أعراض الصدفية!

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من قسم علم الأوبئة في الأمراض الجلدية في جامعة باريس وجود ارتباط بين تناول كميات كبيرة من الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة أعراض الصدفية. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "جاما ديرماتولوجي" في 27 نوفمبر 2024.

نذكر أنّ الصدفية هي حالة جلدية مناعية تتسبب في ظهور بقع متقشرة على الجلد، غالبًا على المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر. يُعتقد أن المرض يحدث عندما يفرط جهاز المناعة في النشاط، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج خلايا الجلد بشكل أسرع من المعتاد، مما يسبب الالتهاب والتقشر. بينما لا تزال العوامل الدقيقة التي تؤدي إلى هذا النشاط المناعي غير مفهومة تمامًا، تشير الدراسات إلى أن هناك مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية مثل العدوى، السمنة، التدخين، وبعض الأدوية، التي قد تسهم في تطور المرض.

ومن خلال دراسة استبيانية شملت مشاركين من عمر 15 عامًا فما فوق، صنف الباحثون المشاركين وفقًا لحالة الصدفية لديهم. كما تم توثيق كميات الأطعمة فائقة المعالجة التي يستهلكها المشاركون يوميًا، والتي تم تقسيمها إلى ثلاث فئات. وقد أظهرت النتائج وجود علاقة بين استهلاك كميات كبيرة من هذه الأطعمة وبين زيادة أعراض الصدفية. الأطعمة فائقة المعالجة تشمل الوجبات الجاهزة، الوجبات الخفيفة المملحة، والحلويات، التي تحتوي على مكونات لا تُستخدم عادة في المطبخ المنزلي، مثل المواد الحافظة، المحليات، والنكهات الاصطناعية. تعتمد الدراسات على تصنيف "نوفا" الذي يحدد الأطعمة وفقًا لمستوى معالجتها، ويُظهر أن الأطعمة فائقة المعالجة يمكن أن تساهم في تفاقم الأعراض الصحية بما في ذلك الصدفية. والجدير ذكره تشمل بعض العوامل الخارجية التي قد تزيد من فرص الإصابة بالصدفية على العدوى، استخدام بعض الأدوية، والتدخين، والسمنة.

وتصنيف "نوفا" هو نظام يستخدم لتقييم درجة معالجة الأطعمة، حيث يقسم الأطعمة إلى أربع مجموعات رئيسية. المجموعة الأولى تشمل الأطعمة غير المعالجة أو المعالجة بشكل بسيط مثل البيض، الحليب، والفواكه، وهي الأطعمة الطبيعية التي لم تتعرض للكثير من المعالجة. أما المجموعة الثانية فهي المكونات الغذائية المعالجة مثل الملح، الزبدة، والزيت، وهي مكونات تم معالجتها ولكنها لا تحتوي على مواد إضافية صناعية. المجموعة الثالثة تتضمن الأطعمة المعالجة مثل الأسماك المعلبة والجبن، وهي أطعمة خضعت لعمليات مثل التمليح أو التخمير ولكنها لا تحتوي على إضافات صناعية. المجموعة الرابعة تشمل الأطعمة الفائقة المعالجة مثل الوجبات الجاهزة للأكل أو التي تحتاج إلى تسخين، والوجبات الخفيفة المالحة والحلويات، وهذه الأطعمة تحتوي على مكونات إضافية مثل المواد الحافظة، النكهات الاصطناعية، والمحليات التي لا تُستخدم عادة في الطهي المنزلي.

تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة عادة على أكثر من مكون واحد لا تجده أبدا في المطبخ. كما تميل إلى تضمين العديد من المواد المضافة والمكونات التي لا تُستخدم عادة في الطهي المنزلي، مثل المواد الحافظة والمستحلبات والمحليات والألوان والنكهات الاصطناعية.

في الختام، تشير النتائج التي توصلت إليها الدراسات الحديثة إلى أهمية النظر في تأثير النظام الغذائي على الأمراض الجلدية، مثل الصدفية. فقد أظهرت الأبحاث أن الأطعمة فائقة المعالجة قد تساهم في تفاقم أعراض الصدفية، مما يفتح الباب أمام المزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين التغذية وصحة الجلد بشكل أعمق. مع تزايد الاهتمام بالصحة العامة والعوامل البيئية المؤثرة على الأمراض المناعية، من الضروري أن يكون هناك اهتمام أكبر بتحسين نوعية الطعام المتناول للحد من الأعراض المرتبطة بهذه الأمراض.