دراسة: الجسيمات البلاستيكية تهدد الصحة وتزيد خطر السرطان
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا عن الأضرار التي يسببها التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة على الصحة، حيث تؤثر سلبًا على وظائف الجهاز التناسلي والجهاز التنفسي، كما تزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان القولون وسرطان الرئة.
في التفاصيل، أظهرت الدراسة، التي شملت تحليل أكثر من 3 آلاف دراسة على البشر والحيوانات، أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تساهم في تدمير الطبقة المخاطية الواقية للقولون، مما يزيد من احتمالية تطور الأورام. كما تم ربط هذه الجسيمات باضطرابات في الجهاز الهضمي، فضلاً عن تأثيرها السلبي على جودة الحيوانات المنوية ووظائف المبيض.
وتعتبر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قطعًا بلاستيكية يقل حجمها عن 5 ميلمترات، وتنتج عن استخدام المنتجات اليومية مثل حاويات الطعام، الملابس، الألعاب، التعبئة والتغليف، فلاتر السجائر، والإطارات. وقد تم العثور عليها في الهواء والماء والطعام، وتم رصدها أيضًا في الأعضاء البشرية.
ووفقا للدراسة، تسببت هذه الجسيمات في التهابات واسعة النطاق نتيجة تعرف الجهاز المناعي عليها كمواد غريبة، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة في الكبد والقلب. وأوضحت الدراسة أن تراكم هذه الجسيمات في الجسم على المدى الطويل قد يؤدي إلى أضرار دائمة يصعب علاجها.
ولحماية أنفسنا من تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، من المهم أن نتبنى أساليب حياة مستدامة. أولاً، يجب تقليل استخدام البلاستيك قدر الإمكان، وذلك من خلال تجنب المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مثل الأكواب والأكياس، واستبدالها ببدائل قابلة لإعادة الاستخدام مثل الزجاج أو الخيزران. كما ينبغي اختيار المواد الطبيعية مثل الخشب والقطن في الملابس والأدوات المنزلية. من الضروري أيضًا التحقق من تغليف المنتجات والبحث عن تلك التي تستخدم مواد صديقة للبيئة مثل الورق أو العبوات القابلة للتحلل الحيوي. كذلك، يفضل الحد من استهلاك المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية واستخدام زجاجات مياه قابلة لإعادة الاستخدام أو فلاتر المياه. من جانب آخر، يجب تقليل تناول الأطعمة المعبأة في البلاستيك أو المعلبة، والاهتمام بتناول الأطعمة الطازجة التي لم يتم تغليفها بالبلاستيك. ولتحسين جودة الهواء داخل المنازل، من المهم استخدام أجهزة تنظيف الهواء لتقليل تركيز الجسيمات البلاستيكية في الأماكن المغلقة. أخيرًا، يجب نشر الوعي حول تأثير البلاستيك على الصحة والمساهمة في تبني أساليب حياة أكثر استدامة، مما يساهم في حماية بيئتنا وصحتنا على المدى الطويل.
من جهتها، أكدت تريسي وودروف، أستاذة أمراض النساء والتوليد في جامعة كاليفورنيا، أن هذه الجسيمات تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، مشيرة إلى أن التلوث الهوائي الناتج عنها ضار جدًا. كما شددت على أن الإنتاج العالمي من البلاستيك يبلغ 460 مليون طن سنويًا، ومن المتوقع أن يتضاعف ليصل إلى 1.1 مليار طن بحلول عام 2050، مما يجعل من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة للحد من استخدام البلاستيك وتقليل تأثيراته السلبية على البيئة والصحة العامة.
في الختام، تؤكد الدراسة على أهمية الحد من التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، والتي ثبت تأثيرها السلبي على صحة الإنسان من خلال تدمير الأنسجة وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض الخطيرة. مع تزايد انتشار البلاستيك في بيئتنا اليومية، يصبح من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من إنتاج البلاستيك واستخدامه، والتوجه نحو حلول مستدامة لحماية صحتنا وبيئتنا.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية