خطر جدري القرود يزداد والتأهب مستمر!

16:00
27-02-2025
خطر جدري القرود يزداد والتأهب مستمر!

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أنها قررت إبقاء حالة التأهب القصوى من وباء «إمبوكس»، (جدري القردة) Mpox، مع ارتفاع عدد الإصابات والدول المتضررة، وفق ما أوردته وكالة فرانس برس.

في التفاصيل، أوضحت منظمة الصحة العالمية، في بيان، عقب اجتماع لجنة الطوارئ في جنيف، أنها قررت الإبقاء على حالة التأهب القصوى نظراً إلى الزيادة المستمرة في عدد الإصابات، والامتداد الجغرافي للمرض، وأعمال العنف في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تعوق الاستجابة، بالإضافة إلى نقص التمويل.

نذكر أنّ جدري القرود هو مرض فيروسي نادر يحدث نتيجة الإصابة بفيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجدرية. تم اكتشاف المرض لأول مرة في عام 1958 عندما ظهرت حالات في القرود في الدنمارك، ومن هنا جاء اسمه. يُعتبر جدري القرود من الأمراض التي تنتقل من الحيوانات البرية إلى الإنسان، وقد تكون إصابة البشر بهذا الفيروس نادرة نسبياً.

تتمثل أعراض المرض في الحمى، الصداع، آلام العضلات، التعب، وتضخم الغدد اللمفاوية. بعد فترة قصيرة، يظهر طفح جلدي يبدأ على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويتحول الطفح إلى بثور مملوءة بالسوائل. قد تستمر الأعراض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. وفي بعض الحالات، قد تكون الأعراض خفيفة، بينما يمكن أن تكون شديدة في حالات أخرى.

ينتقل فيروس جدري القرود إلى الإنسان عن طريق ملامسة الحيوانات البرية المصابة أو منتجاتها، مثل اللحوم أو الفراء. كما يمكن أن ينتقل من شخص لآخر عن طريق ملامسة الإفرازات أو الطفح الجلدي. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن ينتقل المرض عن طريق الهواء في أماكن مغلقة.

رغم أنه لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، إلا أن معظم الأشخاص يتعافون بشكل طبيعي بعد تلقي العلاج الداعم. الوقاية من جدري القرود تعتمد على تجنب الاتصال المباشر مع الحيوانات البرية المصابة، واتباع إجراءات النظافة الشخصية الجيدة. كما يتم العمل على تطوير لقاحات وأدوية فعالة لمكافحة المرض في المستقبل.

في ظل تزايد الإصابات وانتشار المرض في مناطق متعددة، تواصل منظمة الصحة العالمية جهودها لمكافحة وباء جدري القرود (إمبوكس) وتدعو إلى المزيد من التنسيق الدولي وتوفير التمويل الكافي لمواجهة التحديات الميدانية. وفي الوقت الذي يبقى فيه المرض نادرًا في العديد من البلدان، تظل الوقاية والتوعية هما الأساس في الحد من انتشاره، بينما تواصل الأبحاث الطبية مساعيها لتطوير علاج ولقاحات فعالة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التعاون الدولي يعدّ أمرًا بالغ الأهمية في مواجهة الأوبئة مثل جدري القرود، حيث يتطلب التصدي لهذه الأمراض تضافر الجهود بين الدول والمنظمات الصحية العالمية. التعاون يساعد على تبادل المعرفة والخبرات بين الدول المتضررة وغيرها من البلدان التي قد تكون أكثر استعدادًا لمواجهة مثل هذه الأزمات الصحية. من خلال التنسيق الفعّال، يمكن تبادل المعلومات حول طرق الوقاية والعلاج، بالإضافة إلى تنسيق الأبحاث لتطوير لقاحات وأدوية فعالة. كما أن التعاون يساهم في توفير الدعم المالي والفني للدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة، مما يعزز القدرة على التصدي للوباء بشكل أسرع وأكثر كفاءة. في هذا السياق، تلعب منظمة الصحة العالمية دورًا محوريًا في التنسيق بين مختلف الجهات الفاعلة، مما يضمن استجابة منسقة وفعالة على المستوى العالمي.