والمناطق المتأثرة المعروفة لدى الأطباء مسؤولة فقط عن إحداث بعض التغييرات في السلوك الاجتماعي واللغة، غير أن مناطق القشرة الدماغية الإحدى عشر مسؤولة عن بعض الوظائف المهمة مثل: التفكير، اللغة، الإدراك الاجتماعي، والمرونة العقلية..
تجدر الإشارة إلى أن المعلومات المتوفرة بين يدي العلماء عن التوحد التي تساهم في تطوير علاجات له لا تزال محدودة جداً بعكس بعض الأمراض العصبية الأخرى كالزهايمر وباركنسون.
في هذا السياق، قال الأستاذ في مختبرات غوردن اند فيرجينيا ماكدونالد واختصاصي علم الوراثة البشرية وعلم الأعصاب والطب النفسي في جامعة كاليفورنيا دانيال جيشويند أن الدراسة التي أجريت على مدى أكثر من عشر سنوات أتاحت للأطباء تصور أوضح وأشمل عن التغييرات الدماغية على المستوى الجزيئي للمصابين بطيف التوحد. وأردف أن ذلك من شأنه أن يساهم في فهم آلية الاضطراب بشكل أفضل وبالتالي تسريع عملية اكتشاف وتطوير أدوية علاجية.
فمنذ أكثر من عشر سنوات ترأس الدكتور جيشونيد أول عمل لتحديد التعريف المرضي الجزيئي لمرض طيف التوحد بالتركيز على منطقتين في الدماغ: الفص الصدغي والفص الجبهي لأن هذه المناطق ترتبط بالإدراك العالي (المرتبط بالاضطرابات الاجتماعية) الذي يختل عند المصابين بالتوحد.
إضافةً إلى ذلك، توصلت الدراسة إلى أن التغير في مستوى المادة الوراثية في القشرة الدماغية هو سبب الإصابة بمرض التوحد، وليس نتيجة الإصابة بالمرض.
حيث تبين أن التغييرات المرتبطة بالمرض كانت على مستوى جينات تؤثر في الخلايا العصبية التي لها تفعيل أقل في الدماغ.
وبالرغم من وجود تغيرات في كل منطقة من مناطق القشرة المخية، إلا أن التغيير الأكبر كان في مستوى المادة الوراثية في القشرة البصرية المخية، وفي فص المخ الجداري المسؤول عن معالجة المعلومات المتعلقة باللمس، والألم، ودرجة الحرارة، ولعل هذا ما يفسر الحساسية المفرطة الحسية التي يعاني منها المصابون بالتوحد.
وأضاف جيونشيد أن الخطوة التالية هي تحديد إمكانية تطوير علاجات لمرض التوحد من خلال عكس تغيرات التفعيل الجيني التي تم التوصل لها في هذه الدراسة.

المصدر: info3

https://info3.com/?news=111271&text=long&lang=5