باحثة تحذّر: العلاجات المضادة للبدانة ليست سحرًا!

14:04
20-09-2024
باحثة تحذّر: العلاجات المضادة للبدانة ليست سحرًا!

أعلنت سفيتلانا مويسوف، العالمة المشاركة في تطوير الجيل الجديد من العلاجات المضادة للبدانة، أن هذه الأدوية، رغم شعبيتها الكبيرة، يجب ألا تُعتبر "أدوية سحرية" أو تُستخدم لأغراض تجميلية. جاء ذلك في سياق حديثها بعد حصولها، مع زملائها جويل هابنر ولوته بييري كنودسن، على جائزة لاسكر المرموقة، التي تعد مؤشراً محتملاً لجائزة نوبل.

وأوضح العلماء أن العلاجات مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" حققت نجاحاً كبيراً في إنقاص الوزن، لكن مويسوف شددت على أهمية استخدامها فقط لعلاج البدانة كمرض مزمن. وذكرت أن هذه الأدوية قد تتسبب في آثار جانبية، خاصة على الجهاز الهضمي.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، أكد هابنر أن الاكتشافات العلمية المتعلقة بهذه الأدوية تسلط الضوء على أن البدانة ليست مجرد مسألة إرادة، بل هي حالة صحية تتطلب علاجات متخصصة. يعود الفضل في فعالية هذه العلاجات إلى قدرتها على محاكاة هرمون "جي ال بي -1" (GLP-1)، الذي يُفرز من الأمعاء ويساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم.

الجدير بالذكر أن الباحثين أدركوا أثناء التجارب السريرية أن المرضى الذين تناولوا هذه العلاجات بدأوا في فقدان الوزن، مما دفع الشركات المصنعة لتطويرها بشكل أكبر. ومنذ ذلك الحين، حصلت عدة أدوية تحتوي على GLP-1 على الموافقات اللازمة لعلاج السكري والبدانة، مما أثار اهتماماً واسعاً في أوساط الطب.

تتجه الأبحاث حالياً نحو استخدام GLP-1 في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض الأخرى، بما في ذلك أمراض القلب، والإدمان، وأمراض الكلى. واعتبرت مويسوف أن مستقبل هذه الأدوية واعد، حيث يمكن أن تُحدث تحولاً في كيفية معالجة الأمراض.

في سياق منفصل، نذكر أنّ دراسة حديثة نشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" أظهرت أن علاج "Liraglutide"، الذي يعتمد على نفس مبدأ علاج "Ozempic"، يحقق فعالية ملحوظة في معالجة السمنة لدى الأطفال بين ست سنوات واثني عشر عامًا، دون أن يسبب آثارًا جانبية خطيرة.

شارك في الدراسة نحو خمسين طفلًا تناولوا العلاج عبر الحقن اليومي، مع مجموعة أخرى تلقت دواءً وهميًا. بعد عام من المتابعة، أظهر أقل من نصف الأطفال الذين تناولوا "Liraglutide" انخفاضًا في مؤشر كتلة الجسم بنسبة 5% على الأقل، مقارنة بطفلين فقط في المجموعة الوهمية.

رغم النتائج الإيجابية، حذر الباحثون من الحاجة إلى متابعة طويلة الأمد لضمان سلامة العلاج وتأثيره على نمو الأطفال. ورغم أن العلاجات المضادة للسمنة مثل "Ozempic" و"Wegovy" قد تسبب آثارًا جانبية مزعجة، إلا أنها لم تكن خطيرة.

تعتبر هذه النتائج خطوة إيجابية نحو توفير خيارات علاجية جديدة للسمنة لدى الأطفال، لكن الباحثين يظلوا متحفظين في انتظار المزيد من الدراسات لتأكيد الأمان والفعالية على المدى الطويل.

في ختام حديثها، أكدت سفيتلانا مويسوف أن العلاجات المضادة للبدانة تمثل خطوة هامة في مجال الطب، لكنها تتطلب استخدامًا مسؤولًا يركز على علاج المرض بدلاً من تحقيق أهداف تجميلية. ومع تزايد الاهتمام بهذه الأدوية، يبقى التركيز على الأبحاث المستقبلية مفتاحًا لاستكشاف فوائدها المحتملة في علاج حالات صحية متنوعة. هذا التحول في فهم البدانة كحالة صحية وليس مجرد مسألة إرادة يعكس الحاجة إلى استراتيجيات علاجية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمرضى.