الصراخ على الأطفال أسوأ من الضرب ويترك آثار تشبه التحرش والاعتداء الجنسي!
قد يعتقد بعض الآباء والأمهات أن اللجوء إلى استخدام الإساءة اللفظية في تربية الأطفال يجنّب ضرر التعنيف الجسدي ويقوّم السلوك غير أن دراسة حديثة أكّدت أن الصراخ مؤذٍ جدّاً وقد يخلّف أعراضاً شبيهة بالاعتداء الجسدي أو الجنسي.
في التفاصيل، اعتمدت الدراسة الجديدة التي نشرها موقع ScienceDirect على دراسات سابقة وإحصاءات بريطانية في العام 2023 نشرت في BMJ Open شملت أكثر من 20 ألف مشارك بريطاني، مفادها أن الذين تعرضوا للإساءة اللفظية كانوا عرضة أكثر بمرتين تقريباً لتعاطي المخدرات، وواجهوا خطراً مضاعفاً تقريباً لدخول السجن، لأسباب مختلفة، مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا لهذه الإساءة.
في هذا السياق، قالت البروفيسورة الأميركية شانتا آر دوبي، إساءة معاملة الأطفال والمؤلفة المشاركة في إعداد الدراسة، أن الصراخ على الأطفال أو وصفهم بـ"الأغبياء" قد يترك آثاراً ضارة على نفسياتهم شبيهة بتلك الناتجة عن تعرضهم للاعتداء الجسدي أو الجنسي، حسب ما ذكرت صحيفة "The Guardian" البريطانية.
كذلك، وجدت دراسة أخرى أجريت في المملكة المتحدة أيضاً على 1000 طفل تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً، أن 41% قالوا إن البالغين - سواء آباءهم أو مقدمي الرعاية لهم أو معلميهم - كثيراً ما يستخدمون كلمات مؤذية ومزعجة معهم ويقومون بإهانتهم وانتقادهم باستمرار.
وقال نصف المشاركين إنهم يتعرضون لمثل هذا السلوك أسبوعياً، فيما قال واحد من كل 10 إنه يتعرض له يومياً.
فيما لفت الأطفال إلى أن أكثر الكلمات المؤذية والمزعجة التي تعرضوا لها هي: "أنت عديم الفائدة" و"أنت غبي" و"لا يمكنك فعل أي شيء بشكل صحيح".
إضافة إلى ذلك، قال الباحثون إن التحدث بقسوة مع الأطفال يجب الاعتراف به كشكل من أشكال الإساءة بسبب الضرر الكبير الذي يتسبب به.
من جانبها، قالت آر دوبي: "في كثير من الأحيان، لا يدرك البالغون كيف يمكن أن تؤثر نبرة الصراخ والكلمات الانتقادية، مثل (غبي) و(كسول)، سلباً على الأطفال".
بينما قال بيتر فوناجي، رئيس قسم علم النفس واللغات في جامعة College London ومؤسس جمعية Anna Freud أن الأهل من واجبهم بناء شخصيات الأطفال وسلوكهم لا إصلاحه وبالتالي عليهم أن يعاملوهم معاملة حسنة وينتقوا كلماتهم بدقّة.
يذكر أن أحد أبحاث منظمة الصحة العالمية التي أجريت مؤخراً وجدت أن 36.1% من الأطفال في جميع أنحاء العالم تعرضوا للإيذاء العاطفي، الذي يتضمن الإساءة اللفظية.
وكان هذا أكثر بكثير من الـ25% الذين عانوا من الاعتداء الجنسي والـ22 في المائة الذين تعرضوا للإيذاء الجسدي.
المصدر: info3
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية