الصحة القلبية الوعائية باتت أكبر عامل خطر للإصابة بالخرف

8:51
29-06-2024
الصحة القلبية الوعائية باتت أكبر عامل خطر للإصابة بالخرف

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الصحة القلبية الوعائية أصبحت بشكل متزايد عامل خطر رئيسي للإصابة بالخرف، إذ باتت عوامل الخطر الأخرى المعروفة، مثل التدخين ومستوى التعليم، أقل أهمية، وفق تقرير لمجلة «نيوزويك».

في التفاصيل، يأتي الخرف في أشكال متعدّدة - والشكل الأكثر شيوعاً هو مرض «ألزهايمر» الذي يعرف بضعف القدرة على التذكر والتفكير واتخاذ القرارات.

ولكن لا يوجد سبب واضح تماماً للخرف، ولكن جرى ربط مجموعة من عوامل الخطر الوراثية والبيئية بهذه الحالة.

في هذا الإطار، بيّنت الدراسات أنّ من بين العوامل المؤديّة للخرف، ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري والتعليم والتدخين. ومع ذلك، وجدت دراسة جديدة من جامعة «لندن» في المملكة المتحدة أن نسبة حالات الخرف المنسوبة إلى كل من عوامل الخطر هذه قد تباينت بمرور الوقت.

أمّا في الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة «لانسيت» للصحة العامة، قام فريق جامعة «لندن» بتحليل 27 ورقة بحثية أتوا بها من جميع أنحاء العالم وهي مرفقة ببيانات جرى جمعها بين عامي 1947 و2015. وخلال دراستهم وعرض النتائج، استخرج الفريق بيانات من كل ورقة بحثية حول عوامل خطر الخرف، ونسبة حالاته التي يمكن إرجاعها إلى كل منها.

وبالتالي، وجد الفريق أنه بمرور الوقت، أصبحت مستويات التعليم المنخفضة والتدخين أقل شيوعاً، من جهة أخرى زادت معدلات السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وزاد بدوره خطر الخرف.

في هذا السياق، قال المؤلف الرئيسي، وهو ناهيد موكادام، أستاذ الطب النفسي في جامعة «لندن»، لـ«نيوزويك»: "يسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير في خطر الخرف في الوقت الحالي في كثير من الدراسات، إلى جانب عوامل الخطر القلبية الوعائية بشكل متزايد بمرور الوقت». تابع: «ربما أسهمت عوامل الخطر القلبية الوعائية بشكل أكبر في خطر الخرف بمرور الوقت؛ لذا فهي تستحق مزيداً من الإجراءات المستهدفة لجهود الوقاية من الخرف في المستقبل».

كان التعليم من أهم عوامل الخطر للخرف طوال فترة الدراسة. ومع ذلك، فقد شهدنا مع مرور الوقت انخفاضاً في انتشاره، ومن ثم إسهامه في خطر الخرف.

في هذا الإطار، قال موكادام: «تُظهر نتائجنا أن مستويات التعليم قد زادت بمرور الوقت في كثير من الدول ذات الدخل المرتفع، ما يعني أن هذا أصبح عامل خطر أقل أهمية للخرف. وفي الوقت عينه، انخفضت مستويات التدخين أيضاً في أوروبا والولايات المتحدة؛ إذ أصبح أقل قبولاً اجتماعياً وأكثر تكلفة».

لا يفوتنا أنّ ننوّه إلى أنّ الأبحاث السابقة أشارت إلى أن 40% من حالات الخرف يمكن تأخيرها أو منعها عن طريق تعديل عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بأسلوب الحياة، وبالتالي فإن فهم إسهامات هذه العوامل في انتشار المرض أمر مهم للتدخل الفعال ضدها.