السكّر والكحول: وجهان لعملة واحدة في الإدمان الصحي!

تزايدت الدراسات والأبحاث التي تركز على العلاقة بين إدمان السكر والكحول والمخدرات، حيث يشير العديد من الأطباء إلى أن بعض الأشخاص يعانون من إدمان السكر، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على غرار ما يحدث مع إدمان الكحول والمخدرات.
أفاد أطباء متخصصون في الغدد الصماء والسمنة ومرض السكري لدى الأطفال أن هناك نوعًا من "إدمان السكر" الذي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة. فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن انتشار إدمان الطعام وتناول السكريات بلغ 14% بين البالغين، و12% بين الأطفال. وهذا الرقم يشبه إلى حد كبير معدل انتشار إدمان الكحول بين البالغين، والذي بلغ أيضًا 14%. هذه الأرقام تثير القلق من أن الإدمان على السكر أصبح مشكلة صحية متزايدة في المجتمعات المعاصرة.
أوضح الأطباء أن الجسم يعالج السكر والكحول بطريقة مشابهة، مما يؤدي إلى تأثيرات صحية متشابهة أيضًا. على سبيل المثال، تتفاعل جزيئات السكر والفركتوز في الجسم بطريقة تشبه تأثيرات الإيثانول (الكحول)، حيث تؤثر على الميتوكوندريا في الخلايا بشكل مشابه. هذا التفاعل يؤدي إلى مشكلات صحية مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكبد الدهنية. الأبحاث تشير إلى أن هذه التأثيرات قد تكون أكثر وضوحًا لدى الأطفال الذين يتناولون كميات كبيرة من السكر، حيث يعانون من مشاكل صحية مشابهة لتلك التي يعاني منها مدمنو الكحول.
من الجدير بالذكر أن استهلاك السكر الزائد قد يؤدي إلى تدهور صحة الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس، مما يزيد من احتمالية تطور الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. ووفقًا للأطباء، فإن الفكرة القائلة بأن "إدمان السكر غير موجود" هي فكرة خاطئة. السكر أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للعديد من الأفراد، لكنه يشكل تهديدًا كبيرًا على الصحة إذا لم يتم التعامل معه بحذر.
من أجل التعامل مع الإدمان على السكر، يُعد اتباع نظم غذائية صحية من التدابير الوقائية الأساسية. ينصح الأطباء بتقليل استهلاك السكر المضاف قدر الإمكان، حيث يساهم تقليص كمية الحلويات والمشروبات الغازية في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر تحفيز الأطفال والمراهقين على تناول الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والخضراوات بدلاً من الوجبات السريعة والمعلبات السكرية خطوة مهمة في تقليل استهلاك السكر.
يُمكن أيضًا التركيز على الوجبات المتوازنة التي تحتوي على الألياف والبروتينات، مما يساعد على تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول والحد من الرغبة في تناول السكريات. علاوة على ذلك، من المفيد زيادة الوعي لدى الأسر والمجتمعات حول المخاطر المرتبطة بالإفراط في تناول السكر، مع تقديم بدائل صحية. يُمكن أن تلعب التوجيهات التعليمية دورًا هامًا في الحد من هذه الظاهرة من خلال الحملات التوعوية والمشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى التشجيع على ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم لتحسين الصحة العامة والحد من التأثيرات السلبية للاستهلاك المفرط للسكر.
على الرغم من الوعي المتزايد حول مخاطر إدمان الكحول والمخدرات، فإن الإدمان على السكر لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام، رغم تأثيراته السلبية الكبيرة على الصحة. ولهذا، يؤكد الأطباء على ضرورة التوعية بمخاطر إدمان السكر، مع التأكيد على أهمية اتخاذ خطوات لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المزمنة المرتبطة به.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية