الروبوتات تحدث ثورة في جراحة الكبد: نتائج أفضل ومضاعفات أقل

9:00
20-01-2025
الروبوتات تحدث ثورة في جراحة الكبد: نتائج أفضل ومضاعفات أقل

أظهرت دراسة جديدة أن استخدام الإنسان الآلي (الروبوت) في إجراء جراحات الكبد المعقدة قد يكون أكثر فاعلية وأمانًا مقارنة بالجراحات التقليدية. حيث أُجريت الدراسة على 353 عملية جراحية بين عامي 2017 و2023 في مستشفى كبير في مدينة نيويورك، وتضمنت عمليات لإزالة أجزاء من أكباد المرضى. تم تقسيم العمليات إلى ثلاث مجموعات: 112 عملية جراحة مفتوحة باستخدام الشقوق الكبيرة، 107 عمليات باستخدام منظار البطن، و134 عملية باستخدام روبوتات الجراحة.

وقد أظهرت النتائج أن المرضى الذين خضعوا لجراحة باستخدام الروبوت أو المنظار كانت مدة إقامتهم في المستشفى أقل بنسبة 39% و43% على التوالي، مقارنة بالمرضى الذين خضعوا للجراحة المفتوحة. كما كانت فرص حدوث مضاعفات أقل بنسبة 89% و62% على التوالي. وتبين أيضًا أن احتمال الحاجة لتحويل العمليات الجراحية الروبوتية إلى جراحة مفتوحة كان أقل بنسبة 87% مقارنةً بالعمليات باستخدام المنظار.

وعند مقارنة الجراحات التي أُجريت لعلاج الأورام الخبيثة، تبين أن احتمالات تحقيق استئصال كامل دون خلايا سرطانية كانت مشابهة بغض النظر عن الطريقة المستخدمة في الجراحة.

رغم هذه النتائج الإيجابية، أشار الباحثون إلى أن الدراسة لم تكن تجربة عشوائية، وبالتالي لا يمكنها إثبات بشكل قاطع أن الجراحة باستخدام الروبوت هي الأفضل. ومع أن جراحة المنظار تُعتبر بشكل عام أقل ضررًا وتقلل من المضاعفات، إلا أن هذه الطريقة قد تكون غير مثالية في حالات الكبد المعقدة.

والجدير ذكره أنّ إن دمج الطب مع تقنيات الروبوتات يمثل تطورًا هائلًا في مجال الرعاية الصحية، حيث يسهم في تحسين دقة العمليات الجراحية وتقليل المخاطر المرتبطة بها. الروبوتات توفر للطبيب قدرة على التحكم الدقيق في الأدوات الجراحية، مما يعزز من فرص نجاح العمليات المعقدة ويقلل من الأخطاء البشرية. كما تتيح هذه التقنيات استخدام تقنيات متقدمة مثل الجراحة minimally invasive (الحد الأدنى من التدخل الجراحي)، مما يساهم في تقليل فترات النقاهة للمرضى، ويخفض احتمالية حدوث المضاعفات. بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج الروبوتات في الطب يفتح المجال لتحسين الكفاءة في التشخيص والعلاج، وتوسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة، خاصة في المناطق التي قد تفتقر إلى أطباء متخصصين. بفضل هذه التحسينات، يُمكن أن يكون دمج الروبوتات في الطب هو المفتاح لتقديم رعاية طبية أكثر دقة وفعالية، مما يؤدي إلى تحسين جودة حياة المرضى وتقليل التكاليف الصحية على المدى الطويل.

ولا شك أنّ هذه الدراسة تعتبر خطوة مهمة نحو تحسين تقنيات جراحة الكبد المعقدة، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها الحالات الطبية المعقدة والمرتفعة المخاطر. على الرغم من أن الجراحة باستخدام الروبوت لا تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتطوير، فإن النتائج الأولية تشير إلى أنها قد توفر فوائد كبيرة في تقليل مدة الإقامة بالمستشفى، وكذلك خفض احتمالات حدوث المضاعفات التي قد تهدد حياة المرضى.

باختصار، أكد الباحثون أن استخدام الروبوت في جراحة الكبد قد يساعد في تحسين نتائج العمليات الجراحية المعقدة، ويعالج بعض التحديات التي قد تواجه جراحة المنظار. شارك في الدراسة باحثون من مستشفى ويل كورنيل الطبي ومستشفى لانجون في نيويورك.