الأمومة تمنحكي عظام أشد قوة ودماء شافية

10:05
15-07-2024
الأمومة تمنحكي عظام أشد قوة ودماء شافية

دراسة جديدة تكشف أن أدمغة النساء ودماءهن وعظامهن تتغير بشكل ملحوظ خلال الحمل، وأن هذه التغيرات قد تستمر معهن إلى الأبد.

وبحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد أجريت الدراسة الجديدة من قبل باحثين في جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو، لمعرفة تأثير الأمومة على أجسام النساء.

ووجد الفريق أن الحمل والولادة يتركان تأثيراً كبيراً على عظام النساء وأدمغتهن ودمائهن في المقام الأول.

 

في التفاصيل، وجد الباحثون أن هناك هرموناً جديداً ينتجه الجسم خلال الرضاعة الطبيعية وهو يحمي كثافة العظام.

كذلك، أشاروا إلى أن هذا الاكتشاف يحل لغزاً طويل الأمد حول كيفية بقاء عظام النساء المرضعات قوية حتى عندما يفقدن الكالسيوم خلال عملية الرضاعة.

وفقاً للبروفسور هولي إنغرام، الذي شارك في الدراسة، هذا الهرمون هو «CCN3»، ويعمل عن طريق منع بعض مستقبلات هرمون الاستروجين في الدماغ ويؤدي إلى «زيادات هائلة في كتلة العظام»، بالإضافة إلى ذلك، أشار إنغرام إلى أن هذا الهرمون يمكن أن يساعد في علاج أمراض مثل هشاشة العظام التي تتعرض النساء لخطر الإصابة بها بشكل خاص بعد انقطاع الطمث.

 

إلى جانب تقوية العظام، تقول الباحثة الدكتورة ديانا بيانكي، أنّه بحلول الوقت الذي تصل فيه الأم إلى الأسبوع السادس من الحمل، تمر خلايا الدم الخاصة بطفلها عبر عروقها،

وأشارت بيانكي إلى أن تجربتهم أظهرت أن النساء اللاتي أنجبن قبل 27 عاماً لا تزال لديهن خلايا أبنائهن منتشرة في دمائهن.

وقد لوحظت هذه الخلايا أيضاً في مناطق الجسم التي تحتاج إلى الشفاء مثل الأعضاء المريضة أو الأنسجة التي تعاني من عيب ما، وذلك إن دلّ على شيء فهو يدل إلى أن هذه الخلايا يمكن أن تساعد في عملية الشفاء لدى الأمهات وأطفالهن بعد فترة طويلة من مغادرتهم الرحم. وحتى لو أجهضت المرأة، فإنها تظل تحمل دم طفلها معها لسنوات.

 

بالإضافة إلى ذلك، قال الباحثون إن هناك دراسات متعددة كشفت عن أن دماغ المرأة يتغير شكله جذرياً خلال الحمل، ولا يعود بالكامل إلى ما كان عليه من قبل.

وقالوا أن هذه التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة مهمة جدّاً، إذ وجد الباحثون أنهم يستطيعون معرفة ما إذا كانت المرأة حاملاً؛ فقط من خلال النظر إلى شكل دماغها.

في هذا السياق، قالت الدكتورة سوزانا كارمونا، التي شاركت في الدراسة إن التغيرات التي تطرأ على دماغ المرأة خلال الحمل «هي أقوى التغيرات التي رأيتها طوال حياتي المهنية في علم الأعصاب». أضافت أنه خلال فترة الحمل يغير الدماغ نفسه استعداداً للأمومة، وهي عملية تحفزها الهرمونات التي تنشط غريزة تركيز الأم على الطفل بشكل كامل تقريباً. كما تصبح بعض أجزاء الدماغ المرتبطة بالتواصل الاجتماعي والإدراك الذاتي أصغر وأرق.

 

في ختام الدراسة الجديدة التي أجريتها من قبل باحثي جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو، يبرز أن الحمل ليس مجرد فترة زمنية في حياة المرأة، بل هو تجربة تحدث تغيرات بارزة ومتعددة على مستوى الجسم والعقل. توصل الباحثون إلى أن هذه التأثيرات تشمل تغيرات في هرموناتهن، وكثافة العظام، وحتى شكل الدماغ، مع إمكانية استمرار بعض هذه التغيرات إلى الأبد.