الأسبارتام تحت المجهر: عريضة تطالب بحظر المحلّي المثير للجدل!

11:02
05-02-2025
الأسبارتام تحت المجهر: عريضة تطالب بحظر المحلّي المثير للجدل!

أطلقت منظمة "Food Watch" غير الحكومية، إلى جانب الرابطة الفرنسية لمكافحة السرطان وتطبيق التغذية الفرنسي "يوكا"، عريضة مشتركة اليوم (الثلاثاء) تهدف إلى حظر مادة الأسبارتام المحلِّيَة المثيرة للجدل، نظراً لاحتمالية تأثيرها الضار على الصحة.

وتركز العريضة، التي تم إطلاقها في 11 دولة أوروبية (ألمانيا، النمسا، بلجيكا، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، آيرلندا، لوكسمبورغ، هولندا، المملكة المتحدة، سويسرا)، على الضغط على المؤسسات الأوروبية لحظر هذه المادة المضافة، والمطالبة باتخاذ تدابير احترازية من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لبيان مشترك نقله وكالة الصحافة الفرنسية.

كما أشارت "Food Watch" إلى أن مادة الأسبارتام توجد في أكثر من 6 آلاف منتج، خاصة تلك التي توصف بأنها "خفيفة"، مثل بعض المشروبات الغازية الخالية من السكر، الزبادي الخالي من السكر، والعلكة. ومنذ أن تم ترخيص الأسبارتام في فرنسا عام 1988، أثار هذا المحلِّي الصناعي جدلاً حول مخاطره الصحية المحتملة. وفي عام 2023، صنفت منظمة الصحة العالمية الأسبارتام كمادة "مسببة للسرطان لدى البشر".

وقد نقل البيان المشترك عن رئيس "رابطة مكافحة السرطان"، فيليب برجيرو، قوله إن "لا مبرر لترك الناس يتعرضون لمخاطر الإصابة بالسرطان التي يمكن تجنبها"، داعياً صناع القرار السياسي إلى تحمل مسؤوليتهم وحظر هذه المادة. وأضاف أن دراسات أخرى قد ربطت استهلاك الأسبارتام بمخاطر الإصابة بمرض السكري والولادة المبكرة.

والجدير ذكره أنّ بدائل الأسبارتام المتاحة للاستخدام متعددة، وتختلف حسب نوعية الأطعمة والمشروبات التي يتم تحليتها. من بين البدائل الطبيعية الأكثر شيوعًا هو الستيفيا، الذي يُستخرج من أوراق نبات الستيفيا ويُعتبر خاليًا من السعرات الحرارية وله طعم حلو قوي. كما يُعد السكرالوز من المحليات الصناعية الشهيرة التي لا تحتوي على سعرات حرارية وتستخدم في العديد من الأطعمة والمشروبات. هناك أيضًا إكسيليتول، الذي يتم استخراجه من الخضروات والفواكه ويُعتبر بديلاً جيدًا للسكر بفضل مذاقه المشابه له، بالإضافة إلى أنه يحتوي على سعرات حرارية أقل من السكر التقليدي. كما يُستخدم سوربيتول كبديل في الحلوى الخالية من السكر، ويتميز بوجود سعرات حرارية أقل، رغم أنه قد يسبب مشاكل هضمية عند تناوله بكميات كبيرة. بالنسبة للبدائل الطبيعية الأخرى، يُعتبر عسل النحل وشراب القيقب خيارين ممتازين، حيث يحتويان على فوائد غذائية إضافية. أخيرًا، هناك المانيتول، الذي يُستخدم بشكل شائع في الحلويات الخالية من السكر. كل هذه البدائل توفر خيارات متنوعة للأشخاص الذين يرغبون في تقليل استهلاكهم للأسبارتام والمحليات الصناعية.

في عام 2013، قامت "الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية" بإعادة تقييم الأسبارتام، الذي يمكن التعرف عليه من خلال الرقم "إي 951" (E 951) على الملصقات، لكنها لم تُراجع قرار السماح باستخدامه.

ومع ذلك، أعربت "Food Watch" والرابطة الفرنسية لمكافحة السرطان و"يوكا" عن قلقهم من وجود "تضارب مصالح" في تقييم الأسبارتام، مشيرين إلى أن تقريرًا نُشر الثلاثاء أشار إلى أن "ثلاثة أرباع الدراسات التي أجرتها الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية حول الأسبارتام تم تمويلها من قبل صناعة المواد الغذائية أو تأثرت بها، مما يثير تساؤلات حول مصداقية تقييم المخاطر".

وفي نهاية عام 2019، تعاونت هذه الهيئات الثلاث في حملة مشتركة ضد أملاح النتريت في الأطعمة بسبب ارتباطها ببعض أنواع سرطان الجهاز الهضمي، وهو ما أدى إلى تعديل بعض الشركات لوصفاتها.