الأذن والقلب: دراسات تربط فقدان السمع بصحة القلب

10:59
31-08-2024
الأذن والقلب: دراسات تربط فقدان السمع بصحة القلب

تسلط «الأكاديمية الأميركية لعلم السمع» American Academy of Audiology الضوء على العلاقة بين أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية من جهة، وصحة الأذن وفقدان السمع من جهة أخرى، مشيرة إلى أن هذه العلاقة قد تم دراستها على مدى السنوات. وتشير الأدلة إلى وجود ارتباط بين هاتين الحالتين.

في التفاصيل، يلاحظ العديد من الباحثين أن الأذن الداخلية في أغلب الأحوال تكون أول عضو يتأثر بأمراض القلب. ومع ذلك، فإن الفهم الواضح لهذه العلاقة وتأثيرها لم يتطور إلا بعد فترة طويلة من اهتمام الأطباء والمرضى.

كما توضح الأكاديمية الأميركية لعلم السمع أن الأذن تتلقى الدم من خلال مجموعة من الشرايين الصغيرة، وتحتاج هذه الشرايين إلى أن تكون سليمة وخالية من الالتهابات أو التضيقات لضمان تدفق كافٍ وغني من الدم. وهذا التدفق ضروري للحفاظ على أداء الأذن بشكل فعال.

نفيذ بالذكر أنّ الأذن تقوم بعدة وظائف مهمة، أبرزها السمع والحفاظ على توازن الجسم. ويُعتقد أن أمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية يمكن أن تؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى الأذن، مما قد يتسبب في تلف أجزاء مختلفة من الجهاز السمعي. وهذا التلف غالباً ما يؤدي إلى فقدان السمع الحسي العصبي، وهو نوع دائم من فقدان السمع الذي يمكن معالجته في كثير من الأحيان باستخدام المعينات السمعية (سماعات). كما قد يؤثر تدفق الدم غير المستقر على الأذن في مشاكل أخرى مثل اضطرابات التوازن، وطنين الأذن، وألم الأذن، والتهابات الأذن، وصديد الأذن.

وفي دراسة بعنوان «الأذن نافذة على القلب»، أفاد الدكتور تشارلز إي بيشوب، أستاذ مشارك وطبيب أنف وأذن وحنجرة في المركز الطبي لجامعة ميسيسيبي، قائلاً: «يمكننا التأكيد على أن حالات مرض القلب، سواء كانت قلبية وعائية أم قلبية استقلابية، ترتبط بوضوح بفقدان حدة السمع. وتدعم الدراسات الإضافية هذه الفكرة، وقد يلعب هذا الارتباط دوراً مهماً في الكشف المبكر عن أمراض القلب والأوعية الدموية». نُشرت الدراسة في مجلة «طب الأنف والأذن والحنجرة» عام 2012.

نذكر أنّ في عام 2009، أشار الدكتور ديفيد آر فريدلاند، طبيب الأنف والأذن والحنجرة في كلية الطب «جونز هوبكنز»، إلى أن ضعف السمع الشيخوخي قد يكون مؤشراً على أمراض القلب والأوعية الدموية. وقال: «الأذن الداخلية حساسة جداً لتدفق الدم، لدرجة أنه يمكن ملاحظة مشاكل في الجهاز القلبي الوعائي في الأذن قبل أجزاء أخرى من الجسم». افترض أيضاً أن نتائج فحص السمع قد تكون وسيلة لفحص احتمالية وجود أمراض القلب المترابطة مع ضعف السمع. وأضاف أنه ينبغي على الأطباء في تخصصات متعددة أن يشجعوا على تحسين نمط الحياة لمرضاهم كإجراء وقائي ضد أمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكري من النوع الثاني وفقدان السمع.

نذكر أنّه يتم تغذية القوقعة في الأذن الداخلية بالدم بشكل أساسي من شريان الأذن الداخلية. وتعتمد كمية تدفق الدم على الفرق بين ضغط الدم الشرياني وضغط سائل الأذن الداخلية. والقوقعة، رغم صغر حجمها، حساسة للغاية للتغيرات في تدفق الدم. ويؤدي ضعف أداء الجهاز القلبي الوعائي إلى تقليل تدفق الدم إلى الأذن الداخلية، مما يسبب فقدان السمع على المدى الطويل.

في النهاية، يظل فهم كيفية تأثير إمدادات الدم إلى الأذن الداخلية وكيفية تأثير التغييرات على السمع أمراً حاسماً، وقد يسهم البحث المستقبلي في تطوير علاجات فعالة للتحكم في إمدادات الدم إلى الأذن الداخلية ومنع فقدان السمع.