ابتكار ثوري: جهاز استشعار متقدم يكشف الدوبامين في الدم بدقة

9:10
09-09-2024

طوَّر فريق بحثي من مركز «تكنولوجيا النانو» في جامعة «سنترال فلوريدا» جهاز استشعار مبتكراً قادراً على الكشف المباشر عن الدوبامين في عينات الدم، ما يمثل تقدماً هاما في تحسين أدوات الفحص والتشخيص لمجموعة متنوعة من الحالات العصبية والسرطانات. يُعرف الدوبامين، المعروف أيضاً بهرمون السعادة، بأنه مؤشر حيوي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تشخيص بعض أنواع السرطان والحالات العصبية.

تُبرز الدراسة المنشورة في دورية «ساينس أدفانسيز» (Science Advances) فعالية هذا المستشعر في اكتشاف الدوبامين حتى في تركيزاته المنخفضة، مما يجعله أداة واعدة للتطبيقات الصحية في المناطق النائية ولإجراء التجارب المتخصصة. يقول البروفيسور ديباشيس شاندا، من كلية «البصريات والفوتونيات» بجامعة «سنترال فلوريدا» وعضو الفريق البحثي، إن «المستشعر البيولوجي الذي طورناه قادر على الكشف المباشر عن مستويات منخفضة من الدوبامين في عينات مختلفة»، مشيراً إلى أهمية هذه التقنية في تحسين نتائج الفحوصات الطبية.

تلعب النواقل العصبية مثل الدوبامين دوراً أساسياً في تنظيم العديد من العمليات الحيوية، بما في ذلك المهارات الحركية، الاستجابات العاطفية، النوم، والذاكرة. وتربط الدراسات بين الاضطرابات في مستويات الدوبامين وأمراض مثل باركنسون وألزهايمر، بالإضافة إلى اضطرابات النمو العصبي مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ومتلازمة توريت، فضلاً عن الاضطرابات النفسية مثل الاضطراب ثنائي القطب والفصام. وبالتالي، فإن القدرة على قياس مستويات الدوبامين بدقة تشكل أداة حيوية في تطوير الأبحاث الصيدلانية والعلاجية.

يمتاز هذا المستشعر الجديد بكونه أكثر فعالية من حيث التكلفة وسهولة في التخزين مقارنةً بأجهزة الاستشعار البيولوجية التقليدية، التي تعتمد عادةً على الأجسام المضادة أو الإنزيمات. يستخدم الجهاز خيطاً اصطناعياً من الحمض النووي للكشف عن الدوبامين بدقة، دون الحاجة لتحضير مسبق. هذه الخاصية تجعل المستشعر ذا قيمة خاصة في المناطق ذات الموارد الطبية المحدودة.

تسلط نتائج الدراسة الضوء على إمكانيات هذا الابتكار في تطوير أدوات تشخيصية سريعة ودقيقة لمراقبة الأمراض، ما يعزز فرص التحسين في التشخيص الطبي والعلاجات المستهدفة.

باختصار، تُعدّ هذه الدراسة التي قدمها فريق مركز «تكنولوجيا النانو» بجامعة «سنترال فلوريدا» خطوة هامة نحو تحسين أدوات التشخيص الطبي من خلال تطوير جهاز استشعار مبتكر قادر على اكتشاف الدوبامين بدقة في عينات الدم. يفتح هذا التقدم العلمي أفقاً جديداً في مجال الفحوصات الطبية، لا سيما في الحالات العصبية والسرطانات، ويعزز فرص تقديم رعاية صحية أفضل وأكثر فعالية. من خلال توفير أداة فحص منخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام، يمكن لهذا الابتكار أن يُحدث تحولاً ملحوظاً في كيفية مراقبة وتشخيص الأمراض، خاصةً في المناطق ذات الموارد المحدودة. إن إمكانيات هذا المستشعر الجديد تعكس التقدم المستمر في التكنولوجيا الطبية وتعكس الأمل في تحسين حياة المرضى من خلال أدوات تشخيصية أكثر دقة وموثوقية.