إكليل الجبل يفتح آفاقًا جديدة في علاج ألزهايمر

15:42
17-03-2025
إكليل الجبل يفتح آفاقًا جديدة في علاج ألزهايمر

كشفت دراسة حديثة أن أعشاب إكليل الجبل (الروزماري) تحتوي على مركب يمكن أن يسهم في علاج مرض ألزهايمر، وهو مركب حمض الكارنوسيك، المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات. وبحسب موقع "ساينس آليرت" العلمي، فإن حمض الكارنوسيك قد يكون له دور في تحسين وظائف الدماغ المتضررة بسبب مرض ألزهايمر.

وقد أجرى فريق من الباحثين الأميركيين تجربة على مجموعة من الفئران المصابة بمرض ألزهايمر، حيث تم إعطاء بعضها حمض الكارنوسيك، بينما تم إعطاء المجموعة الأخرى دواءً وهمياً ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر. قام الباحثون بدراسة تأثير المركب على أنسجة دماغ الفئران وأدائها في اختبارات تتعلق بالذاكرة والقدرة على التعلم.

وأظهرت النتائج أن الفئران التي تناولت حمض الكارنوسيك أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الذاكرة، كما زادت عدد المشابك العصبية في دماغها، بالإضافة إلى انخفاض في مستويات الالتهابات الدماغية. وأظهرت الدراسة أيضًا أن الفئران التي تناولت المركب تخلصت بشكل أكبر من البروتينات السامة التي ترتبط بمرض ألزهايمر.

ومن المعروف أن مرض ألزهايمر يتسبب في تدمير كبير للمشابك العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى تعطيل المسارات العصبية الأساسية. في هذا السياق، قال عالم الأعصاب ستيوارت ليبتون من معهد سكريبس للأبحاث في كاليفورنيا: "لاحظنا نتائج إيجابية للغاية في اختبارات الذاكرة للفئران بعد استخدام المركب، حيث لم يُبطئ المركب التدهور فحسب، بل حسّن من حالة الدماغ بشكل كبير".

وأوضح الفريق البحثي أن هذه النتائج "واعدة للغاية"، ولكنهم أكدوا ضرورة إجراء تجارب سريرية على البشر في المستقبل للتحقق من فعالية المركب في علاج مرض ألزهايمر.

بالنسبة للآفىق المستقبلية لهذه الدراسة تشير إلى إمكانيات واعدة في تطوير علاجات جديدة لمرض ألزهايمر. إذا تم تأكيد نتائج هذه الدراسة من خلال تجارب سريرية على البشر، فقد يصبح حمض الكارنوسيك جزءًا من البروتوكولات الطبية لعلاج أو تأخير تقدم المرض. العلماء يتوقعون أن تكون الأعشاب الطبيعية والمركبات مثل حمض الكارنوسيك، التي تظهر خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات، جزءًا من العلاجات التكاملية التي تساعد في تحسين وظائف الدماغ والحفاظ على صحة الأعصاب. وفيما يخص الأبحاث المستقبلية، هناك اهتمام متزايد لدراسة تأثير المركب في مراحل مختلفة من مرض ألزهايمر، بالإضافة إلى إجراء دراسات طويلة الأمد لفحص تأثيراته الجانبية المحتملة على البشر. قد تمهد هذه الأبحاث الطريق لإيجاد علاج فعال يمكن أن يساعد في تحسين نوعية حياة مرضى ألزهايمر والتخفيف من الأعراض المرتبطة بالمرض.

في الختام، تقدم هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم الإمكانيات العلاجية لأعشاب إكليل الجبل في مكافحة مرض ألزهايمر. رغم النتائج الواعدة التي أظهرتها التجارب على الفئران، فإن الباحثين يؤكدون على أهمية إجراء مزيد من التجارب السريرية على البشر لتأكيد فعالية حمض الكارنوسيك. إذا ما ثبتت فاعلية هذا المركب في علاج ألزهايمر، فقد يكون له دور كبير في تحسين حياة المرضى والحد من تأثيرات هذا المرض المدمر على الذاكرة والوظائف العقلية.