تقنية جديدة لعلاج سرطان القولون دون تدمير الخلايا!

13:59
02-01-2025
تقنية جديدة لعلاج سرطان القولون دون تدمير الخلايا!

ابتكر علماء من معهد كايست الكوري الجنوبي تقنية جديدة يمكنها تحويل خلايا سرطان القولون إلى خلايا طبيعية من دون الحاجة إلى تدميرها. وهذا النهج يعتبر تقدمًا كبيرًا في مجال علاج السرطان، حيث يفتح الباب لعلاج أكثر أمانًا وفعالية مقارنة بالعلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي، الذي يتسبب بآثار جانبية غير مرغوب فيها.

في التفاصيل، تعتمد التقنية الجديدة على استخدام "التوأم الرقمي" الذي يحاكي الشبكات الجينية للخلايا الطبيعية. ويتيح هذا النموذج الرقمي للباحثين تحليل التغيرات الجينية التي تؤدي إلى فقدان الخلايا السرطانية لخصائصها الطبيعية، مما يساعد في تحديد العوامل الجزيئية القادرة على استعادة هذه الخصائص.

في هذا الإطار، ركز الفريق البحثي على دراسة كيفية تطور الخلايا خلال عملية السرطان، واكتشفوا أن التغيرات في نشاط شبكات الجينات تؤدي إلى تحوّل الخلايا السرطانية. ومن خلال التوأم الرقمي، تمكن الباحثون من تحديد الجينات الأساسية التي يمكن أن تعيد برمجة الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية. كما أظهرت التجارب المخبرية والدراسات على الحيوانات أن تطبيق هذه العوامل الجزيئية على خلايا سرطان القولون أدى إلى تحويلها إلى خلايا طبيعية، من دون تدميرها.

من جانبه، أوضح البروفيسور كوانغ هيون تشو من معهد كايست أن هذه التقنية تمثل طفرة نوعية في علاج السرطان، مشيرًا إلى أنها لا تقتصر فقط على تقليل خطر عودة المرض، بل تركز على إصلاح الجينات المسببة للسرطان بدلاً من تدمير الخلايا السرطانية بالكامل. وأضاف أن هذا النوع من العلاج العكسي يوفر أملًا في تطوير علاجات للسرطان تكون أقل ضررًا للخلايا السليمة.

أمّا الباحثون أكدوا أن هذه التقنية تمهد الطريق لتطوير أساليب علاج أكثر أمانًا لمرضى السرطان، ما قد يُحدث تحولًا كبيرًا في طريقة علاج مختلف أنواع السرطان. وتجدر الإشارة إلى أن سرطان القولون والمستقيم يعد من أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم، حيث يحتل المرتبة الثالثة في معدلات الإصابة حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2020.

مع الإشارة إلى أنّ سرطان القولون والمستقيم هو نوع من السرطان يبدأ في القولون أو المستقيم ويعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا. يتسبب في تغييرات في عادات الأمعاء مثل الإسهال أو الإمساك، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل نزيف المستقيم، وألم البطن، وفقدان الوزن غير المبرر. تشمل عوامل الخطر لهذا السرطان التاريخ العائلي، والتغذية غير الصحية، وقلة النشاط البدني. الوقاية تعتمد على نمط حياة صحي يشمل تناول الألياف، ممارسة الرياضة، وإجراء فحوصات دورية. العلاج يعتمد غالباً على الجراحة، العلاج الكيميائي، أو الإشعاعي.

باختصار، تمثل التقنية الجديدة التي طوّرها علماء معهد كايست خطوة رائدة نحو علاج السرطان بشكل أكثر أمانًا وفعالية، حيث توفر بديلاً مبتكرًا للعلاجات التقليدية التي تتضمن تدمير الخلايا السرطانية. من خلال استعادة خصائص الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية باستخدام مفاتيح جزيئية محددة، تفتح هذه التقنية إمكانيات جديدة لعلاج مختلف أنواع السرطان بأقل ضرر ممكن على الخلايا السليمة. إن هذا النهج قد يكون له تأثير بالغ في تغيير أساليب علاج السرطان عالميًا، ما يعزز الأمل في علاج المرض بشكل أكثر أمانًا وكفاءة.