تعد عدوى الأظافر من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب ملايين الأشخاص حول العالم، خصوصًا كبار السن ومرضى السكري، وتسبب لهم مضاعفات وأحيانًا ألمًا مزمنًا. ورغم توفر عدة خيارات علاجية، إلا أن العلاجات الحالية غالبًا ما تكون بطيئة المفعول، وقد تسبب آثارًا جانبية أو تفشل في القضاء على الفطريات المتغلغلة في أعماق الظفر. في ضوء هذه التحديات، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون بريطانيون أن استخدام كبريتيد الهيدروجين (H₂S) قد يمثل خطوة نوعية نحو علاج أسرع وأكثر فعالية، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج التهاب الأظافر بطرق مبتكرة وآمنة.
وجد باحثون في المملكة المتحدة أن كبريتيد الهيدروجين (H₂S) قد يمثل حلاً واعدًا لعلاج عدوى الأظافر المعقدة، حيث أظهرت الدراسات أنه أسرع تأثيرًا وأكثر أمانًا مقارنة بالعلاجات المتاحة حاليًا، والتي غالبًا ما تعاني من قيود كبيرة في الفعالية أو تحمل آثار جانبية.
يُعرف كبريتيد الهيدروجين برائحته النفاذة التي تشبه رائحة البيض الفاسد، كما أنه يمتلك بعض السمّية، إلا أن الباحثين أكدوا أن الكميات المطلوبة لعلاج العدوى أقل بكثير من المستويات التي قد تسبب الضرر، وأن التركيبات الصحيحة يمكن أن تحد من أي روائح غير مرغوبة. وقد أجرى هذه الدراسة باحثون من جامعة باث وكلية كينغز لندن، ونُشرت النتائج في مجلة ساينتفك ريبورتس في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ونقلها موقع يوريك أليرت.
تنتج عدوى الأظافر عادة عن الفطريات، وهي شائعة بشكل كبير بين سكان العالم، حيث تصيب نحو 4% إلى 10% من الناس، وتصل نسبتها إلى ما يقارب نصف من تبلغ أعمارهم 70 عامًا أو أكثر. ويمكن لهذه العدوى أن تسبب مضاعفات صحية، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة، مثل كبار السن ومرضى السكري، فيما يظل علاجها صعبًا ويستغرق وقتًا طويلاً.
تشمل العلاجات الحالية مضادات الفطريات الفموية على شكل أقراص والعلاجات الموضعية التي توضع مباشرة على الأظافر. وتتطلب الأقراص الفموية عادة شهرين إلى أربعة أشهر لتظهر نتائجها، وتتمتع بفعالية معقولة لكنها قد تسبب آثارًا جانبية، خصوصًا لدى المرضى الذين يعانون من حالات صحية أخرى. أما العلاجات الموضعية، فهي أكثر أمانًا لكنها عادةً ما تستغرق وقتًا أطول، وأحيانًا سنوات، لتظهر فعاليتها، وغالبًا ما تفشل أو تعاود العدوى الظهور بسبب صعوبة وصول الدواء إلى عمق الظفر حيث تتواجد الفطريات.
أظهرت الأبحاث أن كبريتيد الهيدروجين قادر على اختراق صفيحة الظفر بكفاءة أكبر بكثير من الأدوية الموضعية الحالية، ويملك نشاطًا مضادًا للميكروبات ضد مجموعة واسعة من مسببات أمراض الأظافر، بما في ذلك الفطريات المقاومة للعلاجات التقليدية. وفي الاختبارات المعملية، استخدم الفريق مادة تتحلل لإطلاق الغاز، حيث تعمل بطريقة مبتكرة من خلال تعطيل إنتاج الطاقة داخل الخلايا الميكروبية، مما يؤدي إلى القضاء على الفطريات بشكل فعال.
وأكد الدكتور ألبرت بولهيس من جامعة باث أن قدرة الغاز على الوصول إلى موقع العدوى وطريقة عمله الفريدة تجعله مرشحًا قويًا لتطوير دواء موضعي جديد وفعّال لعلاج التهاب الأظافر، متجاوزًا القيود الحالية للعلاجات المتوفرة. وأشار البروفيسور ستيوارت جونز من كلية كينغز لندن إلى أن الفريق يسعى لترجمة هذه النتائج إلى منتج علاجي يمكن استخدامه مع المرضى خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج عدوى الأظافر بطريقة أسرع وأكثر أمانًا.
المصدر: Info3
https://info3.com/medical-news/253158/text/full/%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A2%D9%81%D8%A7%D9%82%D8%A7-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B8%D8%A7%D9%81%D8%B1
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









