كشفت دراسة دولية حديثة أن تناول الأسبرين بجرعة منخفضة قد يشكل وسيلة فعّالة للوقاية من السرطان لدى بعض فئات كبار السن، لا سيما غير المدخنين، وذوي التاريخ العائلي للإصابة بالمرض، وأصحاب مؤشر كتلة الجسم المنخفض. وتأتي هذه النتائج لتسلط الضوء على أهمية تبني استراتيجيات وقائية مخصّصة بدلًا من النهج الموحد، بما يعزز الفوائد الصحية ويقلّل المخاطر المحتملة. وقد أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة جامعة موناش الأسترالية بالتعاون مع باحثين من الدنمارك والولايات المتحدة، ونُشرت النتائج في دورية «جاما نتورك»، ما يمثل خطوة مهمة نحو تطبيق أساليب الطب الشخصي في مكافحة السرطان لدى كبار السن.
في التفاصيل، أجرى الدراسة فريق بحثي بقيادة جامعة موناش الأسترالية بالتعاون مع باحثين من الدنمارك والولايات المتحدة، ونُشرت النتائج يوم الخميس في دورية «جاما نتورك».
ويعتبر السرطان لدى كبار السنّ أحد أبرز التحديات الصحية على مستوى العالم، حيث تتزايد معدلات الإصابة مع التقدم في العمر نتيجة التغيرات البيولوجية المتراكمة وضعف آليات الإصلاح الخلوي والمناعة. وتشير الإحصاءات إلى أن غالبية حالات السرطان يتم تشخيصها بعد سن الستين، ما يجعل هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للمضاعفات الصحية والوفيات المرتبطة بالمرض.
وقد أظهر الأسبرين خلال السنوات الماضية إمكانياته كوسيلة واعدة للوقاية من سرطان القولون والمستقيم، إذ أظهرت تحليلات تراكمية انخفاضًا في معدلات الإصابة بين المستخدمين المنتظمين بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة. ومع ذلك، كانت الدراسات السابقة غير كافية لتوصية عامة باستخدام الأسبرين منخفض الجرعة للوقاية من السرطان، خصوصًا لدى من تجاوزوا سن الستين.
وشملت الدراسة الجديدة 9350 مشاركًا أصحاء تتجاوز أعمارهم 70 عامًا، حيث تناول نصفهم الأسبرين بجرعة منخفضة تبلغ 100 ملغ يوميًا، فيما تلقى النصف الآخر دواءً وهميًا. واستمرت متابعة المشاركين نحو 4.5 عام. واعتمد الفريق على طريقة تحليل تُعرف بـ«درجة التأثير» لتقدير التأثير العلاجي الفردي لكل مشارك، مع مراعاة مجموعة من الخصائص الصحية في الوقت ذاته، مما أتاح تحديد الفئات التي قد تستفيد بشكل أكبر من الأسبرين.
وأظهرت النتائج أن الفوائد كانت واضحة لدى غير المدخنين، وذوي التاريخ العائلي للإصابة بالسرطان، وأصحاب مؤشر كتلة الجسم المنخفض، الذين سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الإصابة مقارنة ببقية المشاركين، في حين كان تأثير الأسبرين محدودًا أو غير ملحوظ لدى فئات أخرى.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تطوير استراتيجيات الطب الشخصي، مشددين على أن وصف الأسبرين كإجراء وقائي لكبار السن يجب أن يكون مخصصًا حسب الملف الصحي لكل فرد، بدلًا من اتباع نهج موحد. وأشار الفريق إلى أن تطبيق الأسبرين بشكل موجَّه يقلل المخاطر المحتملة ويعزز الفوائد، مع التأكيد على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الآليات الكامنة وراء هذه النتائج وكيفية تنفيذها عمليًا في الممارسة الطبية لتقديم حماية أفضل ضد السرطان لدى كبار السن.
المصدر: info3
https://info3.com/medical-news/246296/text/full/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%AC%D8%B1%D8%B9%D8%A9-%D9%85%D9%86%D8%AE%D9%81%D8%B6%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









